
في حلقة فنية استثنائية بمناسبة ذكرى رحيل الموسيقار الكبير عمار الشريعي، استضاف الإعلامي د. عمرو الليثي في برنامجه “واحد من الناس” كل من الإعلامية القديرة ميرفت القفاص، زوجة الشريعي، وابنه المهندس مراد الشريعي، بالإضافة إلى المنتج الكبير عمرو الصيفي، المعروف بأنه صديق العمر وصاحب الأسرار الفنية للموسيقار.
وقدمت الحلقة تفاصيل دقيقة عن حياة الشريعي الشخصية، محطات حياته الفنية، أسلوبه الفريد في تأليف الموسيقى التصويرية، وكذلك آخر سنواته التي شهدت تحديات صحية كبيرة، وأثرها على إبداعه الفني.
آخر عامين في حياة الموسيقار
أوضحت الإعلامية ميرفت القفاص أن آخر عامين من حياة عمار الشريعي شهدت معاناته مع مشاكل صحية في القلب والكلى، وقالت:
“عمار كان عاشقًا للحياة، ولم يخش المرض أبدًا، رغم أن صحته تأثرت بشدة خلال تلك الفترة. لكنه كان دائمًا متفتحًا على كل جديد ويحب العمل والإبداع.”
وأكد المنتج عمرو الصيفي أن الشريعي أجرى أول عملية قلبية في سن 37 بمساعدة الدكتور مجدي يعقوب، ولم يعلم أحد من أهله أو أصدقائه بهذه العملية، حيث كان حريصًا على ألا يشعر أحد بأنه مريض، قائلاً: “أنا صاحبت العاهة وأعيش معها طوال حياتي”.
الإبداع الموسيقي من الورق
كشف الحديث عن أسلوب الشريعي الفريد في تأليف الموسيقى التصويرية، حيث كان يقدم موسيقاه دون مشاهدة المشاهد على الشاشة، وذكرت زوجته:
“المؤلف الكبير أسامة أنور عكاشة كان يرسل له المشاهد ويقرأها، ومن ثم يبدأ عمار بتأليف الموسيقى. حتى في ‘فوازير شريهان’ كان يعتمد على الورق فقط.”
وأضاف المنتج عمرو الصيفي أن موسيقى فيلم «خط النهاية» كانت إحدى محطات إبداعه المبكرة، حيث كان يعتمد على وصف المشاهد بدقة ويشرح طريقة تصويرها، ليمزج الإبداع بين الصورة والموسيقى بشكل مثالي.
قصص حقيقية وراء المشاهد الفنية
أوضح عمرو الصيفي أن مشهد الموتوسيكل في أحد الأفلام كان مقتبسًا من تجربة حقيقية لعمار الشريعي نفسه، الذي كان يقود الدراجة البخارية ويعرف كيفية التعامل مع الأجهزة التقنية بنفسه، وهو ما أضفى مصداقية وحيوية على المشهد السينمائي.
أبرز الأعمال الفنية للشريعي
تناولت الحلقة أعماله الفنية التي تركت بصمة خالدة، ومنها:
-
فيلم “الشك يا حبيبي” مع شادية والمخرج بركان، حيث أبدع موسيقيًا.
-
فيلم “الجلسة سرية” مع محمود ياسين ويسرا.
-
فيلم “الحب في الزنزانة”، حيث كانت الموسيقى هي العنصر الأساسي الذي يتحكم في المشهد.
-
برنامج «غواص في بحر الغنم» الذي أحببه الجمهور، وعرفه بالمقامات الموسيقية وتحليل الموسيقى.
وأشار ابنه مراد الشريعي إلى أنه ورث عن والده “الخطوط الحمراء” في الشكل والمضمون، وعشق الكمبيوتر بسبب تعامله مع والده، مؤكداً أن إرث الشريعي الفني مستمر في الأجيال القادمة.
شخصية استثنائية وحياة مليئة بالإبداع
أوضح المنتج عمرو الصيفي أن الشريعي كان دائمًا يراجع أفكاره مع زوجته وصديقه قبل اتخاذ أي قرار، مؤكداً أن رؤيته الفنية كانت حاضرة وقوية، وأنه كان يفرض رؤيته على المخرجين والمونتير لضمان إخراج المشاهد بالصورة الموسيقية الأمثل.
وأكدت زوجته ونجله وصديقه المنتج أن روح عمار الشريعي ستظل حاضرة من خلال موسيقاه، وأن إرثه الفني مستمر في التأثير على الأجيال الجديدة من الموسيقيين والفنانين.











