توب ستوريخارجي

الجانب المظلم من شخصية حاتم في فيلم “هي فوضى”

يحكي الفنان خالد صالح عن كواليس فيلم هي فوضى، موضحًا أن الفيلم كان يُعرف في بداياته باسم “حاكم شبرا” من تأليف ناصر عبد الرحمن، لكن العمل توقف لسبب غير معروف. لاحقًا، جاء ترشيح الفيلم من يوسف شاهين باسم هي فوضى، لتتغير المسيرة الفنية للفيلم بالكامل.

 

عند لقائه بشاهين في مكتبه، عبر خالد صالح عن سعادته بالعمل معه، لكنه أشار إلى أمر أدهشه أكثر، وهو أن شاهين لم يكن كاتب السيناريو. فرد شاهين مبتسمًا، وهو المعروف بأن أفلامه أحيانًا تُتهم بالغموض: “مين قالك.. أنا هكتب في السيناريو جملة واحدة فقط”.

 

الجملة التي أضافها شاهين أعطت بعدًا إنسانيًا لشخصية حاتم، وظهرت في نهاية الفيلم حين يموت حاتم، فيحاول الضابط فهم مشاعره قائلاً: “أنت بتعيط ليه دلوقتي.. مش انت اللي عملت كل دا؟”، فيجيبه حاتم: “هعيط عشان مش هشوفها تاني”. هذه اللحظة البسيطة حملت وزنًا إنسانيًا كبيرًا، وأظهرت البعد العاطفي لشخصية كانت تبدو في ظاهرها قاسية.

 

العمل المشترك بين ناصر عبد الرحمن، يوسف شاهين، وخالد يوسف حرص على أن تصبح شخصية حاتم إنسانية، وليست مجرد كاريكاتير للمجرم، فأصبح لها تاريخ وحياة يُكشف عنها من خلال لقاءاته مع نور، الفتاة التي تمثل له الضوء في عالمه القاتم.

 

حاتم لم يعرف عائلة أو دعمًا من أحد. في مشهد حاسم، عندما يرتدي الباروكة، يسأل نور عن رأيها في شكله الجديد، فترد بلامبالاة، فيكشف حاتم عن ماضيه المأساوي: فقد والديه منذ الطفولة، وتعرض للسرقة والضرب والحرمان، وعاش في ملجأ طوال تعليمه الابتدائي، حتى أصبح ضابط شرطة. ومع ذلك، يبوح لنور بأنه قد يكون قاسيًا مع الجميع إلا معها، فهي النور الذي يضيء حياته المظلمة.

 

المخرجون اهتموا بصياغة المشاهد المنزلية لتعكس الحالة النفسية لحاتم؛ الكادرات ضيقة ومظلمة، حتى مع تحسن أوضاعه المادية، لتوضح أن الشخص الوحيد القادر على إخراجه من هذا الظلام هو نور، التي يمثل وجودها صراعًا داخليًا، فهي أيضًا الشخص الذي يكرهه في الوقت نفسه.

 

خالد صالح يوضح أن الهدف ليس تحفيز التعاطف مع حاتم، فهو مجرم ويستحق ما حدث له، بل أنصفت الشخصيات الواقعية: “حاولنا أن نجعله شخصية إنسانية لها تاريخ وماضٍ، ليس مجرد شرّ صافي، ولكنه لا يعني أنه برئ أو مجرم عادي”، لتصبح القصة دراسة لشخصية معقدة بين الشر والإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى