
تواصل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة التصاعد بعد وفاة طفلة رضيعة جديدة بسبب البرد القارس، إثر السيول الغزيرة التي اجتاحت خيام النازحين في القطاع، وفقًا لما أفادت به مصادر فلسطينية لشبكة قدس الإخبارية.
وأكدت التقارير أن الرضيعة رهف أبو جزر، البالغة من العمر تسعة أشهر فقط، توفيت في خانيونس بعد أن انهش البرد جسدها، وسط موجة من الصدمات والمناشدات العاجلة للتحرك لتقديم المساعدات للنازحين.
وقالت المصادر إن القطاع شهد أمس الخميس منخفضًا جويًا هو الأعنف منذ سنوات، ما أدى إلى غرق آلاف خيام النازحين وتحويل المخيمات إلى برك من الوحل والمياه، ما زاد من معاناة أكثر من 288 ألف عائلة فلسطينية بلا مأوى، بحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي.
وتواجه هذه الأسر ظروفًا قاسية نتيجة تدمير جيش الاحتلال لأكثر من 85% من المساكن الفلسطينية خلال العامين الماضيين، ليصبح البرد والمطر القوي خطرًا مضافًا إلى معاناتهم اليومية.
وحذر مدير وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، منير البرش، من أن المخاطر تتجاوز حدود الطقس مع كل منخفض جوي يضرب القطاع، مشيرًا إلى أن هذه الظروف تهدد حياة الأطفال والرضع بشكل خاص.
من جانبها، سجلت طواقم الدفاع المدني مشاهد مأساوية لغرق المخيمات، حيث تلقت أكثر من 2500 نداء استغاثة خلال 24 ساعة فقط. وأكد الدفاع المدني أن مخيمات بأكملها غرقت في عدة مناطق رئيسية، منها المواصي في خانيونس، والبصة والبركة في دير البلح، ومنطقة السوق في النصيرات، إضافة إلى منطقتي اليرموك والميناء شمال مدينة غزة.
وأشار إلى أن أكثر من 15 ألف خيمة مهترئة لا تستطيع الصمود أمام العواصف القوية، ما يزيد من خطورة الوضع على السكان.
وأدى اشتداد المنخفض الجوي إلى انهيار مبنى مكون من أربعة طوابق في حي النصر غربي مدينة غزة، بعد أن عجزت جدرانه المتهالكة عن الصمود، وهو ما دفع السلطات المحلية إلى إصدار تحذيرات عاجلة بضرورة عدم السكن في المباني المتضررة، لحماية حياة السكان من مخاطر الانهيارات.
تأتي هذه الكارثة وسط دعوات محلية ودولية لتقديم مساعدات عاجلة وإغاثة سريعة للمتضررين، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يعانون من البرد القارس ونقص المأوى الملائم والغذاء.




