لغرضين خطيرين وضع سيدنا يوسف صواع الملك في حنطة إخوته (فيديو)

كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الديار المصرية سابقًا، الغرض من قيام سيدنا يوسف بسرقة صواع ملك مصر، ووضعه في حنطة إخوته، بأنه كان لغرضين، الأول وهو العمل على تربيتهم وهز ثقتهم بأنفسهم، وذلك لكي تكون هذه اللحظات هي بداية صفحة جديدة بحياتهم وهذا ما يقتضيه العفو، والثاني: لكي يأتوا بشقيقه بنيامين ومن ثم أبيه وأمه إلى مصر.
وأضاف جمعة في حواره ببرنامج ” مصر أرض الأنبياء” مع الإعلامي “عمرو خليل” على فضائية الأولى، أن سيدنا يوسف – عليه السلام- اتبع الخير تغليبًا لقوله – تعالى- ” فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”، ( سورة البقرة: الآية 109).
وأوضح عضو هئية كبار العلماء أن يوسف – عليه السلام- رأي اخوته 3 مرات، الأولى: عندما أعطاهم البضاعة، الثانية: عندما وضع لهم صواع الملك ليأتوا بأبيه وأمه، الثالثة: عندما أوتوا مصر جميعًا.
ونبه المفتي السابق، في بداية الحلقة، أن قلب سيدنا يوسف – عليه السلام- اطمئن لله فاستطاع إدارة الأزمة بنجاح باهر وتجربة زاخرة اشتملت على كثير من المباديء والنظريات الإقتصادية التي تعلمها البشر بعد ذلك، وأكدت هذه القصة أن النبي يوسف – عليه السلام- تمكن من تطويع الشعب بأكمله حتي الملك و حاشيته، فانطوي الجميع تحت لوائه في قيادة الأزمة؛ فكان نجاح باهر وعمل نافع مستمر برصيد أخلاقي كبير عند الله والناس.
وأشار في الحلقة السابقة أن سيدنا يوسف- عليه السلام- صبر على جميع البلاء والمحن صبر المؤمن بالله المؤقن بربوبيه ووحدانيته وقدرته وطلبًا لمرضاته- سبحانه وتعالى-، مبينًا: بهذا الإيمان الراسخ خرج يوسف من كل هذا البلاء و الشدائد والمحن أصلب عودًا وأقوى على مجابهة الحياة وأكثر إخلاصًا لتطبيق علمه حتي توفاه الله عزيزًا في الدنيا.