

شهدت المياه البحرية بين تايلاند وماليزيا صباح اليوم حادثاً مأساوياً، حيث غرق قارب يحمل نحو 70 مهاجراً غير نظامي، فيما لا يزال قارب ثانٍ بحمولة حوالي 230 شخصاً مفقوداً حتى لحظة إعداد التقرير.
وأكدت السلطات الماليزية، بالتعاون مع السلطات التايلاندية، وفاة 11 شخصاً حتى الآن من القارب الأول، بينهم أطفال، كما تم إنقاذ 13 ناجياً. وأوضحت التحقيقات الأولية أن القارب الغارق كان ضمن مجموعة انطلقت من ولاية أراكان في ميانمار، على متنها عناصر من أقلية الروهينغيا المسلمة، التي تعاني من الاضطهاد، وتم نقلهم عبر عدة زوارق أصغر لتفادي الرقابة البحرية، ما عرضهم لمخاطر كبيرة.
تستمر عمليات البحث والإنقاذ بمشاركة زوارق وطائرات من كلا البلدين في نطاق يمتد لمئات الكيلومترات البحرية، ومن المتوقع أن تستغرق العملية عدة أيام للعثور على كل المفقودين المحتملين.
وحذّر المسؤولون الماليزيون من نشاط شبكات تهريب المهاجرين التي تستغل أوضاع الأقليات المهمشة وتبيع لهم رحلات محفوفة بالمخاطر بأسعار مرتفعة تصل إلى آلاف الدولارات للفرد.
وتعد هذه الحادثة تجسيداً مأساوياً لأزمة مهاجري الروهينغيا، حيث حاول أكثر من 5100 مهاجر الهجرة بحراً منذ بداية العام، وفقد حوالي 600 منهم حياتهم أو ما زالوا مفقودين.
وأكدت السلطات أن عدد الناجين قليل مقارنة بالمفقودين، ما يضفي على الحادثة بعداً إنسانياً وسياسياً واسعاً، ويبرز الحاجة إلى تنسيق دولي أكبر لمواجهة الهجرة غير النظامية والمخاطر البحرية في المنطقة.



