الأخبارتوب ستوري

صراع النفوذ يفجّر الجماعة.. بكري يكشف كواليس انهيار الإخوان بعد تصنيفها إرهابية

أكّد الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان يعيش واحدة من أعمق أزماته الداخلية منذ تأسيسه، بسبب اتساع رقعة الانقسامات وتباين مراكز القوى داخل أجنحته المختلفة. وخلال لقائه التلفزيوني مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج «بالورقة والقلم» المذاع على قناة «تن»، أوضح بكري أن حالة التشظي داخل الجماعة بلغت مستوى غير مسبوق، خاصة بعد القرار الذي أصدرته الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس السابق دونالد ترامب بتصنيف الجماعة تنظيماً إرهابياً، وهو القرار الذي أحدث ارتباكاً واسعاً داخل التنظيم الدولي وأفقده كثيراً من أدوات حركته التقليدية.

وأشار بكري إلى أن الخلافات التي يعاني منها التنظيم تتنوع بين نزاعات مالية وإدارية وصراعات شخصية على مواقع النفوذ، فضلاً عن التنافس الحاد حول منصب المرشد خلال المرحلة المقبلة. وكشف أن هناك ثلاثة أسماء رئيسية يجري تداولها داخل تلك الدوائر المغلقة، من بينها صلاح عبد الحق المقيم في لندن والمحسوب على التيار «القطبي»، إلى جانب حلمي الجزار ومحيي الدين الزايط، مؤكداً في الوقت ذاته أن محمود حسين، رغم نفوذه داخل الجبهة الموجودة في تركيا، لا يسعى إلى تولي منصب المرشد، لكنه يظل ممسكاً بالملف المالي وهو أحد أبرز الملفات التي فجّرت الأزمات المتواصلة داخل التنظيم.

وأضاف بكري أن فكرة توحيد صفوف الجماعة باتت «مستحيلة»، في ظل تعمّق الشروخ بين جبهات الخارج وتراجع قدرة القيادات التقليدية على فرض الانضباط أو استعادة وحدة القرار. وأشار إلى أن ما يُعرف بالخلايا النائمة داخل مصر تعيش حالة إحباط واضحة، بعدما فقدت القدرة على التأثير في الشارع، نتيجة ما وصفه بارتفاع وعي المصريين وتقدم الدولة في مواجهة محاولات «الخداع والتضليل» التي اعتادت الجماعة ممارستها.

وخلال حديثه، استعاد بكري تفاصيل اللحظات الأولى لوصول محمد مرسي إلى السلطة في 21 يوليو، مؤكداً أنه أعلن رفضه لحكم الإخوان منذ اليوم الأول، وأن التجربة العملية أثبتت – وفق تقديره – عدم قدرة الجماعة على إدارة الدولة بسبب ممارسات الإقصاء السياسي ومحاولات الهيمنة على مؤسسات الحكم، وهي السياسات التي عجّلت بسقوط المشروع الإخواني.

واختتم بكري تصريحاته بالتشديد على أهمية تمسّك الشخصيات العامة بالمبادئ والثبات عليها، مشيراً إلى أنه يغيّر مواقفه من الأشخاص استناداً إلى تصرفاتهم لا إلى انتماءاتهم، مضيفاً: «أنا لا أهاجم لمجرد الهجوم، وإذا فعل أحدهم شيئاً جيداً فسأصفق له، لأن دوري هو معالجة القضايا وكشف الحقائق لا تصفية الحسابات».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى