
في خطوة تعكس تحوّلًا مهمًا نحو بيئة أكثر شمولية داخل المؤسسات الأمنية، بدأت الشرطة البريطانية تطبيق حجاب شرطي جديد مزوّد بآلية فكّ سريع عند السحب، يهدف إلى توفير زي عملي وآمن للضابطات المسلمات العاملات في الميدان.
ويأتي هذا التطوير بعد سنوات من النقاش حول توافق الزي الرسمي مع المتطلبات الدينية ومتطلبات العمل الشرطي، ليمنح المجندات شعورًا متزايدًا بالثقة والانتماء.
تصميم مبتكر بالشراكة مع جامعة بريطانية
ووفق هيئة الإذاعة البريطانية، تم تطوير الحجاب الجديد المعروف باسم «حجاب الضوء الأزرق» (Blue Light Hijab) بالتعاون بين جامعة دي مونتفورت في ليسترشير والشرطة المحلية. يعتمد الحجاب على آلية مغناطيسية مبتكرة تسمح بفصل الجزء السفلي فور تعرضه للجذب أثناء المواجهات، مما يقلل مخاطر الاختناق مع الحفاظ على الاحتشام الكامل للشرطية.
وأكدت إحدى الشرطيات المشاركات في التجربة أن الحجاب يجمع بين الأمان والالتزام الديني، مما يجعلها تشعر بالفخر لكونها امرأة مسلمة تعمل في الشرطة.
ثلاث سنوات من الاختبارات ومشاركة عشرات الشرطيات
أوضح الرقيب المحقق ياسين ديزاي، مؤسس جمعية الشرطة المسلمة في ليسترشير، أن تطوير الحجاب استغرق نحو ثلاث سنوات، شاركت خلالها عشرات الشرطيات لتحسين التصميم والوصول إلى نسخة نهائية تراعي متطلبات الميدان.
وأشار إلى أن الجزء السفلي ينفصل تلقائيًا عند التعرض للخطر، بينما تظل الشرطية محتفظة بزيها الرسمي دون المساس بسلامتها أو خصوصيتها.
اهتمام يتجاوز الشرطة
لم يقتصر الاهتمام بالحجاب على الشرطة فحسب، بل تلقت الجامعة طلبات واستفسارات من مؤسسات صحية، تشمل المستشفيات وخدمات الإسعاف، إضافة إلى شركات تبحث عن حلول عملية للعاملات المسلمات في مختلف المهن.
شهادة شرطية حديثة الالتحاق
كشفت شرطية تبلغ من العمر 23 عامًا، التحقت بالشرطة مؤخرًا، أنها كانت تتابع تطوير الحجاب منذ سنوات، وقالت: “ارتداء هذا الحجاب يجعلني أشعر بأنني جزء من منظومة تحترم معتقداتي من دون تعريض سلامتي للخطر، ويعزز قدرتي على أداء مهامي بثقة”.
خطوة لتعزيز الشمولية وجذب المزيد من الشابات
اعتبرت إحدى القيادات النسائية في الشرطة أن إدراج الحجاب ضمن معدات الحماية الشخصية يمثل نقلة مهمة نحو بيئة عمل أكثر تنوعًا وشمولية.
وأكدت أن “توفير زي رسمي مريح وآمن يتيح للشرطيات المسلمات أداء مهامهن دون المساس بمتطلباتهن الدينية، وقد يشجع المزيد من الشابات على الالتحاق بجهاز الشرطة”.



