
يُعدّ سؤال «ما كان يقرأه الرسول بعد صلاة الفجر؟» من أكثر الأسئلة التي يبحث عنها المسلمون، لما يحمله هذا الوقت من بركة وروحانية، ولأن الأذكار والدعاء فيه وردت فيها نصوص نبوية تؤكّد عظم الفضل ورفعة المكانة.
فصلاة الفجر ليست مجرد عبادة يومية، بل بوابة للنور والطمأنينة، ويُستحب أن يعقبها ذكرٌ كثير واستغفار ودعاء، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
الأذكار التي كان يداوم عليها النبي بعد صلاة الفجر
جاء في السنة النبوية أن النبي ﷺ كان يقرأ آية الكرسي بعد الصلوات، إضافة إلى قراءة سورة الإخلاص والمعوّذتين مرة واحدة بعد كل صلاة، ما عدا الفجر والمغرب، إذ كان يرددها ثلاث مرات. وتُعدّ هذه الأذكار حصناً للمسلم من الشرور، وجالبة للطمأنينة.
كما ورد عنه ﷺ أنه كان يستغفر ثلاث مرات عقب كل صلاة، ثم يقول دعاءه المعروف:
«اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ»
وهو ذكر ثابت في صحيح مسلم، ويُعد من أعظم ما يُقال بعد الصلوات عامة وبعد صلاة الفجر خاصة.
فضل الذكر بعد صلاة الفجر
من السنن المهجورة التي يجهلها البعض، مكوث النبي ﷺ في مُصلّاه بعد الفجر حتى شروق الشمس. وقد نقلت السيدة جويرية رضي الله عنها موقفاً رائعاً يدل على فضل هذا الوقت، حين جلسَت تذكر الله حتى طلعت الشمس، فقال لها النبي ﷺ إنه قال أربع كلمات ثلاث مرات لو وُزنت بما قالت لرجحتها، وهي:
«سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته».
هذا الذكر العظيم يعادل ساعات طويلة من التسبيح، وهو من أفضل ما يقال بعد الفجر.
سيد الاستغفار ودعاؤه العظيم
من الأدعية المركزية بعد صلاة الفجر ما يُعرف بـ سيد الاستغفار، الذي رواه البخاري عن شداد بن أوس، ويبدأ بقوله:
«اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك…»
ووعد النبي ﷺ بأن من قاله موقناً به نهاراً ثم مات قبل المساء فهو من أهل الجنة، ومن قاله ليلاً فمات قبل الصباح فهو كذلك من أهل الجنة بإذن الله تعالى.
ويُعد سيد الاستغفار دعاءً جامعاً لمعاني التوبة، والاعتراف بالنعمة، وطلب المغفرة، والتوجه إلى الله بصدق وخضوع.
لماذا يُستحب الذكر بعد الفجر؟
يؤكد العلماء أن هذا الوقت يشمله الفيض الرباني، وتنزل فيه البركات، ولذلك كان الصحابة والتابعون يجلسون بعد الفجر للذكر وقراءة القرآن والدعاء. وقد نصّ الإمام النووي على فضل هذا الجلوس واستحبابه، لما فيه من تقوية الصلة بالله وفتح أبواب الرزق والطمأنينة.



