
استعرض خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضرية، تفاصيل مشروع حدائق الفسطاط، مؤكداً أن المشروع يمثل نقلة نوعية في تطوير منطقة عزبة أبو قرن والمناطق المحيطة بها، لتحويلها إلى منظومة تنموية وسياحية متكاملة على أعلى مستوى.
وأوضح صديق، في تصريحات تليفزيونية، أن المشروع بدأ بالتركيز على منطقة عزبة أبو قرن، وكذلك مناطق بحيرة عين الحياة وعين الصيرة، التي كانت تعاني من تراكمات النفايات وحيوانات نافقة، وتواجد عشش يسكن فيها الأهالي في ظروف صعبة. وأضاف أن عزبة أبو قرن وحدها كانت تضم نحو 4700 أسرة تعيش تحت خط مستوى الحياة اللائقة.
وأشار صديق إلى أن المشروع يمتد على مساحة 500 فدان، ويعد أكثر من مجرد حديقة، إذ شمل تطوير شامل للمنطقة، بما في ذلك إنشاء فنادق فاخرة ضمن مشروع “أرابيسك” داخل سور مجرى العيون بعد نقل المدابغ التقليدية إلى مدينة الروبيكي.
كما شمل المشروع مناطق أخرى مثل الخيالة التي طورت ضمن مشروع مستقل باسم “مشروع الخيالة”، وبطن البقرة التي أصبح اسمها “الفسطاط فيو”، بالإضافة إلى المشروع الرئيسي الذي وصفه صديق بـ”فص الألماظ”، والذي كان يعد من أسوأ الأماكن في مصر على الصعيد البيئي والاجتماعي.
وأكد صديق أن المشروع لم يقتصر على التطوير العمراني، بل شمل تحسين حياة الأهالي، حيث تم نقل جميع الأسر البالغ عددها 4700 أسرة إلى مجتمع سكني متكامل باسم “معًا” في مدينة السلام، مزود بكافة مستلزمات الحياة الكريمة، من محال تجارية وترفيهية ومراكز ثقافية تشمل سينمات ومسارح، إلى جانب مسجد وكنيسة وملاعب وحمامات سباحة، ما منح السكان مستوى حياة أفضل وبيئة آمنة ومستدامة.
وأضاف أن عملية التصميم والتنفيذ بدأت بعرض المشروع على مكاتب استشارية عالمية ومصرية، وتم اختيار الأفضل، قبل عرضه على الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أيد المشروع، مشيراً إلى التحديات الكبيرة التي واجهها الجهاز المركزي للتعمير في تنفيذ المشروع وتحقيق التوازن بين الواقع السابق ومتطلبات المشروع الطموح.
وأشار صديق إلى أن المشروع جاء لمعالجة التراكمات البيئية والتاريخية للمنطقة التي كانت تُعد مكبًا للقمامة ومصدرًا لحرائق القاهرة المتكررة عبر العصور الإسلامية والمملوكية والفاطمية، مؤكداً أن الحدائق ستنظم مهرجانات موسمية صيفية وربيعية وشتوية لجذب سكان القاهرة والمناطق المجاورة، مع إدارة المشروع عبر تحالفات مصرية وشركات عالمية لضمان استدامة المكتسبات.
واختتم صديق بالإشارة إلى أن مشاريع التطوير المجاورة، مثل الفسطاط فيو، أصبحت اليوم من أبرز النقاط السياحية والسكنية في القاهرة، ما يجعل المشروع نقطة عالمية غير موجودة في الشرق الأوسط وأفريقيا، مؤكداً أن حدائق الفسطاط تمثل نموذجًا متكاملًا للتحول الحضري المستدام على مستوى المدينة والمنطقة بأكملها.





