تشهد الساحة الإقليمية حالة من الحراك السياسي المكثف في ظل التصريحات الجديدة التي أدلى بها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، والتي كشف خلالها عن سعي حكومته لإنشاء منطقة منزوعة السلاح تمتد من دمشق وصولًا إلى جبل الشيخ، في إطار ما وصفه بتعزيز الأمن على الجبهة الشمالية.
وأكد نتنياهو خلال حديثه، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل ترى إمكانية الوصول إلى تفاهمات مستقبلية مع الجانب السوري، شريطة التمسك بالمبادئ الأمنية التي تعتمد عليها تل أبيب لضمان حماية المستوطنات والبلدات المتاخمة للحدود.
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال زيارة ميدانية قام بها لمستشفى شيبا، حيث التقى عددًا من جنود اللواء 55 الذين أُصيبوا في اشتباكات وقعت داخل الأراضي السورية.
وأوضح أن المنطقة العازلة التي تسعى حكومته إلى إقامتها ستشمل مداخل وقمة جبل الشيخ بالكامل، معتبرًا أن هذه الخطوة تهدف إلى منع أي تهديدات محتملة قد تنطلق من الجانب السوري، مع التأكيد على استعداد حكومته للدخول في مفاوضات «بحسن نية» دون التراجع عن الثوابت الأمنية الإسرائيلية التي يراها ضرورية لاستقرار المنطقة.
وفي السياق ذاته، أعلن الجيش الإسرائيلي حالة جاهزية كاملة على امتداد خط الحدود مع سوريا ولبنان، مشيرًا إلى أن قواته مستعدة للتعامل مع أي تطورات مفاجئة قد تطرأ خلال المرحلة المقبلة.
ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه الإدارة الأمريكية إلى تشجيع الطرفين على الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة، حيث شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق على أهمية أن تمتنع إسرائيل عن اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى تقويض مسار الاستقرار الداخلي في سوريا.
ورغم هذا الدعم، إلا أن مواقف واشنطن لا تخلو من القلق، إذ كشف مسؤولان رفيعا المستوى في الإدارة الأمريكية عن تخوفات من أن تساهم الضربات الإسرائيلية المتكررة داخل الأراضي السورية في إضعاف فرص التوصل إلى اتفاقات أمنية حقيقية بين الطرفين.
ونقل موقع “أكسيوس” عن أحد المسؤولين قوله إن استمرار إسرائيل في تلك الهجمات قد ينعكس حتى على الحسابات الشخصية لنتنياهو داخل المشهد السياسي الإسرائيلي.
وفي تطور آخر، أعلنت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الرئيس الأمريكي أجرى اتصالًا هاتفيًا بنتنياهو ودعاه لزيارة البيت الأبيض قريبًا، في إطار مشاورات تتعلق بملف الأمن الإقليمي وتحديدًا الجهود الرامية إلى تفكيك البنية العسكرية لحركة حماس ونزع سلاح قطاع غزة.
ويأتي هذا الاتصال ضمن سلسلة لقاءات متكررة جمعت نتنياهو بترامب منذ عودته إلى السلطة، كان آخرها في سبتمبر الماضي عندما عرض نتنياهو رؤيته الشاملة لإنهاء الحرب في غزة وإعادة ترتيب المشهد الأمني في المنطقة، وسط محاولات أمريكية لإحياء مسار التطبيع العربي الإسرائيلي وتوسيعه خلال الفترة المقبلة.
