
شهدت أسواق المعادن العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الفضة مع بداية تداولات شهر ديسمبر، وسط توقعات بمواصلة الصعود خلال الفترة المقبلة بفعل عوامل متشابكة يتصدرها نقص المعروض العالمي وتنامي الطلب الصناعي.
وأكد المحلّل المالي هشام العيّاس أن الفضة أنهت الجلسة الأولى من الشهر على ارتفاع قوي، بعدما سجّلت في اليوم السابق رقمًا قياسيًا بلغ 58 دولارًا و84 سنتًا للأونصة، بينما تتداول حاليًا فوق مستوى 57 دولارًا، في استمرار للمسار الصاعد الذي بدأ منذ مطلع العام الجاري.
وأوضح العيّاس، خلال مداخلة مع قناة الشرق بلومبرغ، أن الفجوة الكبيرة بين مستوى الطلب العالمي والمعروض من المعدن النفيس تعدّ العامل الأكثر تأثيرًا في اتجاه الأسعار، مشيرًا إلى أن سوق الفضة تعاني نقصًا واضحًا للعام الخامس على التوالي، في وقت تتوسع فيه استخدامات المعدن داخل الصناعات التقنية الحديثة، من الرقائق الإلكترونية إلى تطبيقات الطاقة المتجددة، ما يعزّز الطلب بوتيرة تفوق قدرة الإنتاج العالمي.
وأضاف أن تداول الفضة في الأسواق العالمية يعتمد على العقود الآجلة والتسليم الفعلي، وهو ما قد يفاقم أزمة المعروض في حال لجأ المتداولون إلى طلب الاستلام المادي للكميات، الأمر الذي من شأنه الضغط أكثر على المخزونات المتاحة. وأشار إلى أن مكاسب الفضة خلال العام الحالي اقتربت من 97%، متجاوزةً الرقم القياسي المسجّل في عام 2010، لتتجه نحو أفضل أداء سنوي منذ عام 1979، حين حققت الأسعار ارتفاعًا هائلًا تجاوز 435%.
وتطرّق العيّاس إلى أداء مؤشر بلومبرغ للسلع، الذي يضم الفضة والذهب وعددًا من المعادن الصناعية، مبيّنًا أن المؤشر أغلق خلال جلسة الأمس فوق 603 نقاط، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2022، مع توقعات ببلوغه 682 نقطة خلال العام المقبل، إذا استمرت موجة التفاؤل في أسواق السلع عالميًا.
وفي السياق ذاته، لفت إلى الارتفاع الملحوظ في أسعار النحاس، مدفوعًا بالطلب المتزايد على الصناعات الكهربائية والانتقال الطاقي، رغم احتمالات حدوث عمليات جني أرباح نتيجة التشبّع الشرائي وفق مؤشرات القوة النسبية. وسجّل النحاس منذ بداية العام مكاسب تتجاوز 28%، فيما حقق الألمنيوم ارتفاعًا بلغ 13.4%، ومؤشر المعادن الصناعية 10%، وخام الحديد 6.5%، في حين تراجع النيكل بنحو 2.6%.
وأكد العيّاس أن عام 2025 يبدو عامًا استثنائيًا للمعادن النفيسة والسلع بشكل عام، مع توقعات بصعود الذهب والفضة على نحو لافت، مشيرًا إلى إمكانية وصول الفضة إلى مستوى 80 دولارًا خلال الفترة المقبلة، مدفوعةً بالطلب الصناعي وتحسن الفجوة السعرية بينها وبين الذهب التي تراجعت من 100 أونصة فضة للأونصة الذهبية في أبريل الماضي إلى 74 حاليًا، ما يعكس زخمًا قويًا في اتجاه الصعود.




