توب ستوريخارجي

حكايات غريبة لحورية حسن بين الهروب والنجومية

وُلدت المطربة حورية حسن في مدينة طنطا في 9 أغسطس 1932، حيث لمع نجمها منذ طفولتها الصغيرة بجمال صوتها وحضورها اللافت، غير أنّ طموحها الفني لم يتركها تستقر طويلًا في مسقط رأسها؛ فقررت عام 1948 الانتقال إلى القاهرة بحثًا عن فرصة تفتح لها أبواب الغناء والشهرة. لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هذه النجمة التي أطربت الملايين بأغانيها الساحرة، مثل «من حبي فيك يا جاري»، مرّت في شبابها بتجربة خطيرة كادت تتحول إلى جريمة قتل في ليلة زفافها.

تحكي حورية أنها بعد انفصال والديها، أقامت مع والدتها في بيت مستقل بطنطا، وكان شؤون العائلة يشرف عليها رجل مسن من أقارب الأم، يحمل تقاليد صارمة، من بينها اختيار الزوج المناسب لكل فتاة من الأسرة دون الرجوع لرغبتها. وفي أحد الأيام، فوجئت حورية بطرق على باب المنزل، لتجد شابًا في العشرينات، كثيف الشارب، يرتدي جلبابًا ويحمل عصًا غليظة، وإلى جواره شيخ العائلة بصرامته المعهودة. كان هذا الشاب جارها، لطالما حاول مغازلتها وكانت تنفر منه دائمًا. أعلن الشاب رغبته في خطبتها، ووجد تأييدًا كاملًا من شيخ العائلة، بينما رحبت والدتها بالخبر على مضض.

صرخت حورية رافضة هذا الزواج، إلا أن شيخ العائلة صفعها بقوة، مؤكدًا أن عليها الانصياع لقرار الأسرة. اختُصرت إجراءات الزواج على عجل، وقضت حورية أيامها في حزن واكتئاب تبحث عن طريق للنجاة من هذا المصير. واختمرت في ذهنها فكرة جريئة: استخدام مسدس والدها القديم. بحثت عنه وأخفته في ملابسها انتظارًا ليوم الزفاف.

وفي ليلة العرس، ما إن اقترب العريس منها حتى أخرجت المسدس وأطلقت النار. عمّ الصراخ واندلع الهلع، فاستغلت الفوضى وهربت إلى القاهرة وهي لم تبلغ بعد السادسة عشرة من عمرها. لحقت بها والدتها، وبدأت حورية فصلًا جديدًا من حياتها، حيث التحقت بالإذاعة عام 1950. هناك اكتشفها الفنان محمد الكحلاوي، ففتح لها أبواب السينما لتشارك في فيلمي «ليلة الدخلة» و«ضحية غرامي»، قبل أن تلمع كواحدة من أبرز مطربات الأوبريت في مصر.

وبعد عشر سنوات، فوجئت حورية بأقاربها يحيطون بها، وازدادت دهشتها حين رأت «العريس» الذي ظنّت أنها قتلته واقفًا بينهم حيًا. أخبروها أنّ الرصاصات لم تصبه، واعتذروا لها عن إكراههم لها على الزواج، فسامحتهم وعادت صلتها بعائلتها.

تزوجت حورية لاحقًا من الفنان زين العشماوي وأنجبت منه ابنتها حنان، لكن الزواج لم يستمر طويلًا. حاول العشماوي العودة إليها نادمًا، فذهب إلى منزلها منتصف الليل يعترف بحبه وندمه، لكنها انزعجت من الموقف وحررت محضرًا ضده بتهمة اقتحام منزلها، فتم أخذ تعهّد عليه بعدم التعرض لها.

ومن المواقف المثيرة في حياتها أيضًا اتهامها للفنانة فايزة أحمد عام 1961 بمحاولة تسميمها بعد تناولها طبق «بامية» في منزلها، وهي الواقعة التي أثارت ضجة كبيرة آنذاك. لكن فايزة نفت الأمر تمامًا، مؤكدة أن حورية دخلت الثلاجة من شدة الجوع وتناولت طبقًا كانت قد أعدّته للقطط!

وهكذا، ظلّت حياة حورية حسن خليطًا من المجد الفني والدراما الإنسانية، تشهد على شخصية قوية استطاعت أن تتجاوز الصعاب لتصبح واحدة من أيقونات الطرب في مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى