توب ستوريخارجي

دموع في قلب زيزي مصطفى.. فنانة تكتم وجعها بابتسامة باهتة

زيزي مصطفى، تلك الفنانة الهادئة ذات الابتسامة الرقيقة التي اعتاد الجمهور أن يراها مشرقة على الشاشة، لم تعد كما كانت. فالابتسامة التي كانت تزين وجهها اختفت، وحلّت محلها نظرة حزينة ودموع تلمع في عينيها. تغيرت ملامح حياتها فجأة، وأصبح العزوف عن الناس هو ملاذها من أحزان متراكمة أثقلت قلبها.

 

كانت البداية قصة حب ظنت زيزي أنها ستكون طوق النجاة من صدماتها السابقة، لكنها تحولت إلى خيبة جديدة. تقول زيزي: “لقد أحببته بصدق، كان رجلاً نبيلاً مهذبًا، فيه من الرجولة والخلق ما يبعث الطمأنينة في النفس، لكن أصدقاء السوء حاولوا أن يفسدوا هذا الحب. ومع ذلك تغلبنا على مكائدهم وعدنا لبعضنا أكثر إصرارًا على أن نتوّج حبنا بزواج سعيد، لكن الأقدار كان لها رأي آخر.”

 

لم تكن هذه القصة إلا حلقة في سلسلة معاناتها. فزيزي أم لطفلة صغيرة في السادسة من عمرها، وُلدت بمرض في القلب يهدد حياتها. عرضت ابنتها على كبار أطباء القلب في مصر، فأجمعوا على ضرورة إجراء جراحة عاجلة في إحدى مستشفيات لندن. ورغم المناشدات المتكررة التي وجهتها لوالد الطفلة المقيم هناك، لم تتلق أي رد. تقول بأسى: “رجوته أن ينسى خلافاتنا، فحياة ابنته أغلى من أي شيء، لكنه لم يُبدِ اهتمامًا، فازداد جرحي عمقًا.”

 

زيزي لم تطلب من زوجها السابق أي التزامات مادية بعد الطلاق، لكنها كانت تتوقع منه موقفًا إنسانيًا أبسط من أن يُطلب، وهو إنقاذ حياة ابنتهما. هذا الجفاء الأبوي ترك أثرًا بالغًا في نفسها، وجعلها تشعر بالخذلان من أقرب الناس.

 

ولم تتوقف متاعبها عند حدود الأسرة، فالمجال الفني الذي أحبته أصبح مصدر قلق آخر. فبعد فترة توقف طويلة عن العمل، تلقت عرضًا للمشاركة في فيلم “أبي فوق الشجرة”، ووقّعت العقد بالفعل، لكن الشركة المنتجة أجّلت التصوير مرارًا. وخلال زيارتها إلى لبنان وسوريا بدعوة رسمية لحضور العرض الأول لفيلم “البوسطجي”، فوجئت عند عودتها بإسناد دورها إلى ممثلة أخرى، وترددت شائعات تقول إن السبب زيادة وزنها، وهو ما نفته تمامًا مؤكدة أن وزنها في تراجع بسبب حميّة قاسية تتبعها.

 

تقول زيزي مصطفى في نهاية حديثها: “تراكمت عليّ الهموم، بين مرض ابنتي وظروف عملي، حتى صرت أشعر أنني فقدت القدرة على الاحتمال. لذلك أفضل العزلة، فالوحدة أرحم من خذلان الناس.”

 

وهكذا، خلف ملامح الهدوء وابتسامتها التي كانت تبعث الأمل، تخفي زيزي مصطفى قلبًا مثقلاً بالدموع، وصراعًا صامتًا بين فنانة تحاول الصمود، وأمّ تكافح من أجل حياة ابنتها، وإنسانه فقدت ثقتها في العالم من حولها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى