توب ستوريخارجي

جبل الكريستال.. الحكاية التي كسرت قلب العندليب وأخفاها عن سعاد حسني

الأسطورة المجهولة بين العندليب والسندريلا

كثرت الحكايات والأساطير التي نسجها الجمهور حول علاقة عبدالحليم حافظ وسعاد حسني، تلك الثنائية التي جمعت بين العذوبة والنجومية، وبين صوت العندليب الذي سحر الملايين ووجه السندريلا الذي لا يُنسى.
ورغم ما تناقلته الصحف والرواة عن قصة حب وزواج لم يكتمل، ظلّت الحقيقة غامضة، تتأرجح بين الشائعات والاعترافات، حتى ظهرت حكاية أخرى أكثر غموضًا، عن فتاة أطلق عليها عبدالحليم لقب جبل الكريستال، صاحبة الصوت الذي أسر قلبه من خلف أسلاك الهاتف.

خيبة العندليب وحبّ مجهول يولد من الهاتف

بعد أن أجهض المرض حلم العندليب بالزواج من سعاد، تملّكه فراغ عاطفي قاسٍ، جعله يبحث عن الدفء في مكان آخر.
وكما روى الكاتب يوسف الشريف، فإن عبدالحليم باح له ذات يوم بسرّ لم يُكشف من قبل: قصة حب مستحيلة مع فتاة لم يرَ وجهها قط، كانت تتصل به من حين لآخر، تتحدث إليه بذكاءٍ وسحرٍ يجعل صوته يرقص من البهجة، لكنها رفضت أن يلتقيا.

كانت طالبة بكلية الآداب، قسم الاجتماع، تمتلك صوتًا يشبه ـ كما وصفه هو ـ “تلامس قطع الكريستال الثمين”.
كانت تعرف كل شيء عن حياته، تحفظ أغانيه عن ظهر قلب، وتنتقد بعضها بجرأة تدهشه، فوقع في سحرها من دون أن يعرف ملامحها.

جبل الكريستال”.. الحكاية التي لم تُروَ

سنوات بعد ذلك، تعرّف الشريف على الفتاة بنفسه. كانت سمراء نحيلة، ذات ملامح أوروبية تشبه أودري هيبورن، بشعر قصير وابتسامة خجولة. أكدت له القصة، وقالت إنها أحبّت صوت عبدالحليم فقط، لا شخصه.
رفضت أن تكون ضمن عالم الأضواء أو أن تسلّم قلبها لنجمٍ قد تذيب الشهرة روحه، وقالت في كبرياء:

“أحبه كما يُحبّ الإنسان لحنًا لا يريد أن يفسده بمعرفة المؤلف.”

كانت بالنسبة له ملهمة صامتة، طيفًا من نورٍ لم يُمس، يسمع صوتها في الليل فيغني، ويتذكرها في المرض فيبتسم.

زيارة قبل الرحيل

حين ساءت حالته الصحية قبيل سفره إلى لندن للعلاج، قررت “جبل الكريستال” أن تزوره أخيرًا.
دخلت غرفته، تحدثا طويلًا، وابتسم كما لم يفعل منذ زمن. لم تعترف بحبها، لكنها تركت له صداقة نقية كالأغنية الأخيرة.
رحل العندليب بعدها إلى “عاصمة الضباب”، وترك خلفه أغاني كثيرة، وامرأة مجهولة لم يُعرف اسمها، لكن صوتها ظلّ في ذاكرته كجرسٍ من كريستال لا ينكسر.

بين الأسطورة والحقيقة

تبقى قصة “جبل الكريستال” واحدة من أكثر الحكايات غموضًا في حياة عبدالحليم حافظ.
لم يُكتب عنها في حياته، ولم تُروَ إلا بعد رحيله. وربما كان سرّها الحقيقي في كونها حبًا لم يكتمل، لكنه لم يمت — كأغنية منسية بين ضلوع الزمن، لا تزال ترن في أذن من يعرف أن العندليب لم يُغنِّ إلا من قلبه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى