قد يبدو في البداية ساحرًا، أنيقًا، واثقًا من نفسه، يملأ المكان بحضوره، لكن مع الوقت تكتشفين أن هذا “الاهتمام بنفسه” يتجاوز الحدود، وأنك أمام رجل نرجسي لا يرى إلا ذاته، ويتعامل مع الآخرين كـ”مرايا” تعكس صورته.
التعامل مع هذا النوع ليس سهلًا، لكنه ممكن إذا امتلكتِ وعيًا وحدودًا واضحة.
أولًا: افهمي طبيعته دون محاولة تغييره
الرجل النرجسي لا يرى عيبًا في نفسه، بل يرى نفسه كاملًا. لذلك، محاولة “إصلاحه” لن تنجح، بل ستُنهكك نفسيًا. الخطوة الأولى هي فهم أنه شخص يعاني اضطرابًا في الشخصية، يقوم على تضخيم الذات والبحث الدائم عن الإعجاب. لا تأخذي تصرفاته على محمل شخصي، فهو لا يستهدفك، بل يدور حول نفسه.
ثانيًا: ضعي حدودًا صارمة وواضحة
النرجسي يحاول دائمًا اختبار حدودك، فإذا وجدكِ متسامحة أكثر من اللازم سيتمادى في التقليل من شأنك أو السيطرة عليكِ. لا تخافي من قول “لا”، ولا تبرري قرارك. الحدود هي طريقتك لحماية نفسك من التلاعب العاطفي الذي يتقنه جيدًا.
ثالثًا: لا تدخلي في لعبة إثبات الذات
النرجسي سيحاول دائمًا أن يجعلكِ في موقف دفاعي، كأنكِ بحاجة لإثبات قيمتك أو ذكائك. لا تسيري في هذا الاتجاه. بدلًا من ذلك، ثقي بنفسك بعيدًا عن رأيه، وذكّري نفسك أن رأيه ليس معيارًا للحقيقة. تجاهلي محاولاته لجرّك إلى المقارنة أو الجدل المستمر.
رابعًا: حافظي على حياتك المستقلة
من أخطر ما يفعله الرجل النرجسي هو عزلك تدريجيًا عن أصدقائك وهواياتك، حتى تصبح حياتك دائرة مغلقة عليه وحده. حافظي على عملك، صداقاتك، وأحلامك. كل مساحة استقلال هي درع يحميك من التعلق المرهق.
خامسًا: لا تتوقعي منه تعاطفًا دائمًا
النرجسي غير قادر على التعاطف الحقيقي، لأنه منشغل بنفسه، لذا لا تنتظري أن يقدّركِ بالشكل الذي تفعلينه معه. بدلًا من ذلك، قدّري نفسك بنفسك، واعملي على تقوية ثقتك الداخلية.
وأخيرًا: اعرفي متى تغادرين
في بعض الحالات، لا يكون التعامل كافيًا. إذا وصلتِ إلى مرحلة استنزاف نفسي، أو شعرتِ أن وجودكِ معه يفقدكِ سلامك الداخلي، فقرار الرحيل ليس ضعفًا، بل شجاعة. الرجل النرجسي لا يتغيّر إلا إذا قرر هو ذلك، وغالبًا لا يفعل.
