
أثارت واقعة مصرع غطاس شاب في منطقة العين السخنة منذ ساعات ضجة كبيرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة أن أصابع الاتهام تشير إلى الشركة التي يعمل بها.
ويستعرض موقع هنا القاهرة في السطور التالية ما يشعر به الغريق عند مغادرته الحياة، واللحظات الأخيرة التي يمر بها، وفقًا لما يقوله العلماء.
يشعر الغريق بمجموعة من الأحاسيس والمراحل خلال عملية الغرق، والتي غالبًا ما تكون سريعة ومربكة، من المهم الإشارة إلى أن هذه الأحاسيس تستند إلى تقارير الناجين من الغرق، والدراسات الفسيولوجية، والملاحظات السريرية، حيث لا يمكن لأحد أن يصف تجربة الموت نفسها.
إليك تسلسل تقريبي لما قد يشعر به الغريق:
-
الفزع والصدمة الأولية: بمجرد السقوط في الماء أو عدم القدرة على السباحة، ينتاب الشخص شعور بالذعر الشديد. يزداد معدل ضربات القلب والتنفس بشكل كبير، ويحاول الشخص جاهدًا الحفاظ على رأسه فوق الماء. هذه المرحلة قد تشهد حركات عشوائية قوية محاولةً للنجاة.
-
كتم الأنفاس (الامتناع عن التنفس): عندما لا يتمكن الشخص من إبقاء رأسه فوق الماء، يحاول بشكل لا إرادي حبس أنفاسه. هذه مرحلة مؤلمة حيث يتراكم ثاني أكسيد الكربون في الدم، مما يسبب شعورًا شديدًا بالاختناق والحاجة الملحة للتنفس. قد تستمر هذه المرحلة من 30 ثانية إلى دقيقة أو دقيقتين، اعتمادًا على قدرة الشخص على حبس أنفاسه ومستوى اللياقة البدنية.
-
استنشاق الماء (اللاإرادي): عندما يصل الجسم إلى نقطة لا يستطيع فيها حبس الأنفاس بعد الآن، يقوم الشخص بالاستنشاق بشكل لا إرادي. في هذه اللحظة، يدخل الماء إلى الرئتين والحلق، مما يسبب:
- تشنج الحنجرة (Laryngospasm): في حوالي 10-20% من حالات الغرق، تتشنج الحنجرة وتغلق مجرى الهواء لمنع دخول المزيد من الماء إلى الرئتين. هذا يسبب “الغرق الجاف”، حيث يموت الشخص بسبب نقص الأكسجين قبل أن يمتلئ الماء رئتيه.
- دخول الماء إلى الرئتين: في معظم الحالات، يدخل الماء إلى الرئتين، مما يؤدي إلى “الغرق الرطب”. هذا يسبب سعالًا عنيفًا، حرقًا في الحلق والصدر، وشعورًا بالغرق من الداخل.
-
نقص الأكسجين (Hypoxia): مع استمرار دخول الماء أو تشنج الحنجرة، ينخفض مستوى الأكسجين في الدم بشكل حاد. يؤدي هذا إلى:
- الارتباك والتشوش الذهني: تبدأ وظائف الدماغ في التدهور.
- ضعف العضلات: يفقد الشخص القدرة على المقاومة أو القيام بأي حركات منسقة.
- فقدان الوعي: في النهاية، يؤدي نقص الأكسجين إلى فقدان الوعي. هذه المرحلة قد تكون أقل إيلامًا حيث يتوقف الدماغ عن إدراك الألم.
-
الموت الدماغي والجسدي: بعد فقدان الوعي، تتوقف وظائف الدماغ تمامًا، ثم تتوقف وظائف القلب والتنفس. يحدث الموت نتيجة لاختناق الخلايا بنقص الأكسجين، وخاصة خلايا الدماغ التي تتضرر بشكل لا رجعة فيه في غضون دقائق قليلة من نقص الأكسجين الشديد.
هل يشعر الغريق بالسلام في النهاية؟
بعض التقارير تشير إلى أن الأشخاص الذين تم إنقاذهم من الغرق في اللحظات الأخيرة قد وصفوا شعورًا بالهدوء أو الاستسلام بعد مرحلة الذعر الأولية والتشوش. قد يكون هذا نتيجة لنقص الأكسجين الذي يؤثر على الدماغ ويسبب حالة من اللامبالاة أو فقدان الإدراك للألم. ومع ذلك، هذا لا يعني أن التجربة الكلية ليست مؤلمة ومرعبة حتى الوصول إلى هذه النقطة.
من المهم تذكر أن الغرق عملية خطيرة وسريعة، وأن الوقاية هي الأهم.