التعليمتوب ستوري

نبش قبرها لرؤيتها ثم مات حزنًا عليها.. “حبابة” الخادمة التي عشقها الملك الأموي وقتلتها ثمرة رومان

أن تكون ملكَا هذا لا يعني أنك معصومًا من الوقوع كفريسة للحب، فنفوذك الكبيرة وسلطتك القوية وجيشك الضخم لن يتمكنوا من التصدي لهذا النوع من الغزو، لأنه يغزو القلوب وليس الأوطان، فهو لا يعرف كل ما سبق ولا يعترف بالطبقات الحياتية التي نتنافس عليها، فقد ترى رجلًا ثريًا يتزوج من فتاة فقيرة للغاية، ولربما ترى ملكًا يتزوج خادمته، الأمر الذي قد يراه البعض غريبا، إلا أن الحب لا يضع في حسبانه أي شيء من هذا.

في القرن الثامن الميلادي، كانت الدولة الأموية فرضت سيطرتها على الأوضاع فكانت أكبر دولة آنذلك وثاني خلافة في التاريخ الإسلامي، حيث النفوذ والقوة والعدالة التي عمت الأرجاء وخاصة في عهد عمر بن عبد العزيز الذي يطلق عليه لقب خامس الخلفاء الراشدين لعدله الذي انتشر في الأرض، وجاء من بعده يزيد بن عبد الملك بن مروان، الذي تربع على عرش الدولة التي كانت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح دول إفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر.

رغم الدولة الكبيرة والاهتمامات الواسعة التي يحملها يزيد على عاتقه، إلا أنه وقع فريسة في شباك الحب، ورغم كونه ملكًا إلا أنه اختار أن تتربع على عرش قلبه جارية اشتراها بـ4 آلاف دينار، ولكنها كانت متميزة فهي تجيد الغناء والفصاحة في الكلام كما أن ملامحها ساحرة وجميلة للغاية، فقد أحبها يزيد وبدأ يوليها اهتمامه إلا أن شقيقه هشام رفض بقائها معه، حتى اضطر يزيد على الابتعاد عنها ولكن ظل حبها عالقًا في قلبه.

أمرة الملك تهديه الخادمة  التي أحبها

في كتاب أعلام الناس لرضا كحالة، جاء أن زوجة يزيد التي تدعى “سعدة” قالت له يا أمير المؤمنين هل بقى من الدنيا شيء تتمناه بعد؟، قال :  نعم حبابة، فأرسلت واشترتها فأتت بها يزيد فأجلستها من وراء الستر فقالت: يا أمير المؤمنين أبقي شيء من الدنيا تتمناه؟ قال: ألم تسأليني عن هذا مرة فأعلمتك، فرفعت الستر وقالت: هذه حبابة، وقامت وخلتها عنده فحظيت سعدة عند يزيد وأكرمها وغلبت على عقله فهام بها هياماً عظيماً فأصبح لها نفوذ كبير في نفسه فتأمره فيصدع لأمرها، وتشاغل بها عن النظر في الأمور وفي أصحاب الظلامات حتى قال لها يوماً: قد استخلفتك على ما ورد علي ونصبت لذلك مولاي فلانا، واستخلفيه لأقيم معك أياماً واستمتع بك، قالت: فإني قد عزلته فغضب عليها وقال: قد استعملته وتعزلينه وخرج من عندها مغضباً.

يزيد بن عبد الملك كان يقطن مع محبوبته الخادمة “حبابة” أياما، وفي أحد المرات دخل عليه أخوه مسلمة فلامه وقال: ضيعت حوائج الناس واحتجبت عنهم أترى هذا مستقيماً لك”، ولكن يزيد كاد يفقد عقله من شدة حبه لها، فكانت إذا غنت وطرب يزيد قال لها: أطير، فتقول له فإلى من تدع الناس؟ فيقول: إليك”.

ثمرة من الرومان تنهي حياتها

الخليفة الاموي يزيد بن عبد الملك كان له قصرًا ببيت رأس في الشام، قرر ذات يوم أن يقضي فيه وقتًا مع محبوبته منفردين دون أن يكون معهما أحدًا، فأخبر الخدم قائلًا: “إذا كان غد فلا تخبروني بشيء ولا تأتوني بكتاب”، فكما جاءت القصة في كتاب الحب في التاريخ للكاتب سلامة موسى، أن يزيد خلا هو وحبابة فأتيا بما يأكلان فأكلت وقطنا في القصر لأيام وأثناء مداعبته لها أعطاها رمانة تأكلها فشرقت بحبة منها فماتت”.

المشهد يبدو هكذا فتاة ملامحها دقيقة رقيقة، فاتنة للغاية، ملقاه على الأرض صعدت روحها إلى بارئها، وبجوارها ملكًا يرتدي أفخر الثياب يبكي ويتعالى بكاءه حزنًا عليها، فظل يزيد قائمًا بجوارها يبكي ثلاثة أيام في القصر حتى تغيرت رائحتها وأنتنت وهو يشمها ويرشفها، فعاتبه على ذلك ذووا قرابته وأصدقاؤه وعابوا عليه ما يصنع وقالوا: قد صارت جيفة بين يديك حتى أذن لهم في غسلها ودفنها، وأمر فأخرجت في نطع وخرج معها لا يتكلم حتى جلس على قبرها فلما دفنت قال: أصبحت والله كما قال كثير:

فإن يسل عنك القلب أو يدع الصبا فباليأس نسلو عنك لا بالتجلد

وكل خليل راءني فهو قائل من أجلك هذا هامة اليوم أو غد

وجاء في كتاب الحب في التاريخ، أن مسلمة بن عبد الملك قال: ماتت حبابة فجزع عليها يزيد فجعلت أُواسيه وأعزيه وهو ضارب بذقنه على صدره ما يكلمني حتى رجع، فلما بلغ إلى بابه التفت إلي فقال: ” فإن تسل عنك النفس أو تدع الصبا فباليأس تسلو عنك لا بالتجلد”.

ماتت حبيبته فلحق بها بعد 40 يومًا

قيل أن يزيد بن عبد الملك وافته المنية عقب موت حبابة بـ40 يومًا، وذلك بسبب حزنه عليها، وفي رواية آخرى، أن يزيد جزع عليها في بعض أيامه فقال: انبشوها حتى أنظر إليها، فقيل: تصير حديثاً، فرجع فلم ينبشها.

وروّى المدائني أنه اشتاق إليها بعد ثلاثة أيام من دفنه إياها، فقال: لابد من أن تنبش، فنبشوا وكشف له عن وجهها وقد تغير تغيراً قبيحاً فقيل: له يا أمير المؤمنين اتق الله، ألا ترى كيف صارت؟ فقال: ما رأيتها قط أحسن منها اليوم، أخرجوها، فجاء مسلمة ووجوه أهله فلم يزالوا به حتى أزالوه عن ذلك ودفنوها وانصرف يزيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى