الأخبار

سلامة الجوهري نائب بحجم أحلام أبناء زفتى

إذا أردت أن تعرف شيئًا اسأل جوجل، وبالتالي إذا أردت أن تعرف من هو نائب زفتى فعليك بسؤال جوجل، ورغم أن زفتى لها ثلاثة نواب، إلا أن جوجل تقريبا لا يعرف إلا سلامة الجوهري، الأمر الذي يجعلك تتسائل لماذا تظهر صور وأخبار ونشاطات الجوهري فور البحث عن نائب زفتى بجوجل.
الإجابة يعرفها المتابع جيدًا لنشاط النائب سلامة الجوهري، داخل البرلمان وخارجه، سواء تشريعًا، أو رقابيًا، أو خدميًا، وحتى، معلوماتيًا.
الجوهري الذي لم يترك تقريبا جلسة من جلسات البرلمان إلا وحضرها، وتفاعل فيها، حتى شهد له الدكتورعلى عبد العال بأنه أحد أنشط النواب تحت القبة، لم يترك أي أداة رقابة حتى استخدمها، فوجه العديد من الأسئلة لكافة الوزراء، وطلبات الإحاطة والبيانات العاجلة، وكان آخرها توجيهه استجواب لوزير التنمية المحلية بشأن مقلب قمامة زفتى، الذي أخذ الجوهري موافقات بحل مشكلته وتخصص ثلاثة ملايين ونصف له، ورغم تحويلها إلى حساب المحافظة، فإن الحال بقى كما هو عليه.
ولعل لمقلب قمامة زفتى موقف شهير، حينما أصدر وزير البيئة السابق خالد فهمي، خطابًا يؤكد فيه حل مشكلة المقلب وتشجيره، رغم أن الواقع على الأرض عكس ذلك، فسجل الجوهري فيديو هاجم فيه الوزير من أمام المقلب، متسائلًا عن أي مقلب تحدث الوزير، الأمر الذي تبعه اعتذار رسمي من الوزير وتوضحه بأن الرد بهذا الشكل كان خطأ أحد الموظفين.
ولكن أمرنا غريب، حينما يقدم النائب خدمات نسأله عن دوره الرئيسي وهو الرقابة والتشريع، وعندما يقوم بدوره التشريعي والرقابي، نبحث عن دوره الخدمي، ونحاسبه وكأن إصلاح حال الدائرة التي انتخب عنها متوقف على جرة قلم منه، حتى إذا ما حصل على موافقة تخص ذلك الجانب كان الرد بأنها «خطة الدولة»، لذا أنا حقًا أشفق على النواب عموما وعلى اللواء سلامة الجوهري خصوصًا.
فالجوهري كما عهدته، رجل يحترم الكبير والصغير، يحترم القاصي والداني، ولكنه لا يحترم صحته وقدرته الجسدية، يستيقظ من الصباح الباكر كما اعتاد دائما، ويبدأ عمله، الذي يستمر أحيانًا حتى وقت متأخر من الليل، ليعود منهكًا إلى منزله.
على مدار خمس سنوات، تابعت فيها أداء الكثير من النواب، واقتربت من الكثير منهم، لم أجد رجلًا يسعى لأجل دائرته بنفس حماس الجوهري، رجل تشعر أنه حقا جاء لخدمة أهله، يبحث عن مصلحتهم ليل نهار، ويبذل أقصى وسعه، ينتقل من وزارة إلى أخرى من مصلحة إلى أخرى.
ولكن الشئ الأبرز بالنسبة لي، هو حرص الجوهري على لقاء الأهالي أسبوعيًا، وفتح باب مكتبه يوميًا، ليقابل الأهالي ويستمع إلى مشاكلهم، ويسعى إلى حلها، ولعل القاصي والداني شهداء على ذلك، وإذا تخلف عن لقاء أهله في مرة، ينشر اعتذارا ويوضح أسبابه، التي منعته عن الحضور، ليثبت أنه رجل يحترم نفسه ويحترم كل صوت أدى لنجاحه في الانتخابات، فالجوهري لا يعرف طريق الرشاوي الانتخابية والمال السياسي، يعرف فقط حب الناس وثقتهم.
ولا أنسى تلك اللحظة التي رفع فيها الجوهري زجاجة مياه ملوثة في البرلمان، قائلا مش لاقيين مياه نظيفة نشربها فى زفتى بعد خلط مياه الشرب بالصرف الصحى وزيادة نسبة الفشل الكلوى، مهاجما المسؤولين عن هذا الأمر.

أخيرًا أتمنى أن يأتي نائبا كالجوهري لدائرتي يومًا.
ويعلم الله أني ما كتبت حرفًا إلا بحق، وأني لا أكتب هذا لمصلحة، وإن كنت أبحث عن مصلحة لكتبت عن الكثيرين ولكنها المرة الأولى التي أكتب فيها أمدح مسئولا أو نائبًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى