“وراء كل أغنية حكاية”.. تعرف على قصص أغاني حرب أكتوبر
كتبت: آلاءجمال
يحل اليوم ذكري السادس من أكتوبر لعام 1973، والتي أستطاعت من خلالة القوات المصرية في هذا اليوم منذ 47 عامًا أختراق خط برليف وهجوم جوي بتنفيذ ضربة مقاتلة عبرت القناة، وأيضًا استهدفت محطات التشويش والرادارت، وكانت بمثابة ضربة و رد فعل مفاجئ صدم الأسرائيلين.
أصبحوا في خانة اليد محاصرين، ليستطيع الجيش المصري استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، وأيضًا أمتلاك جميع الأراضى في شبه جزيرة سيناء، لتنتهي وقتها فترة الاحتلال وتبدأ فترة الأستقلال التي أنتظار ها الشعب المصري طويلاً يعد سنوات من العبودية والقهر الصهيوني.
وفي ظل الحرب فقدت مصر العديد من شبابها ورجالها وأبنائها العظماء التي ضحوا بحياتهم من أجل وطنهم وأصبح بحر الدم عميقا لم تستحملوة الأمهات لتنذف وجعًا لفقدان أبنائها، وتدمع فرحًا لحصولة علي الشهدا، ولكن دائما ما تعبر الأغاني وكلماتها عن الإستقلال ووجع الشهيد وانتصرنا في الحرب وانهزام العدو أمامنا، وفي هذا التقرير سيتم توضيح دور المطربين في تلك الحرب، وسبب صنع الأغاني.
صباح الخير ياسينا
صرح الخال عبدالرحمن الأبنودي في لقاء تليفزيوني عن حكاية “صباح الخير ياسينا” التي طلب عبد الحليم غنائها وقال:” بعد نصر أكتوبر 1973 قام الفنان عبد الحليم حافظ بالاتصال بي، وطلب مني أغنية عن النصر العظيم، فتم كتابة الأغنية ولحنها الموسيقار كمال الطويل، وسجلها برغم مرضه الشديد في ذلك الوقت، وأيضًا سجل معها مجموعة من الأغاني الأخري مثل لفي البلاد يا صبية، سكت الكلام والبندقية اتكلمت، أحلف بسماها وبترابها، خلي السلاح صاحي، وكذلك غنى للرئيس الراحل أنور السادات صاحب قرار الحرب “عاش اللي قال، ولذلك أستطاع عبد الحليم ترك بصمة بأغنية وقت الحرب.
على الربابة
“حلوة بلادي السمرة، بـلادي الحرة بلادي”،حيث سجلت هذة الأغنية بعد إعلان العبور بساعات قليلة، وقد كتبها الشاعر العبقري الراحل عبدالرحيم منصور، ولحنها بليغ حمدي، وبعد ساعات وقفت وردة أمام الأثير لتسجلها بصوتها، لتنتهي منها فجر يوم السابع من أكتوبر”.
حيث كتبت ابنة الشاعر الراحل عبد الرحيم منصور عبر حسابها علي “الفيسبوك” سابقًا كواليس كتابة والدها للأغنية وعلقت قائلة: “والدي بعد عبور القناة عاد إلى منزله، الغائب عنه لعدة أيام متواصلة، فيهم أقام داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون للانتهاء من نشيد العبور “بسم الله.. الله أكبر”.
وأيضًا كاد ان يكسر باب الشقة من شدة الطرق، فأسرع لفتح الباب، وكان ببليغ ومحمود حلمي يقفان على الباب والفرحة تهلل أسارير وجههما، وفي تلك اللحظة قال والدي لبليغ: في إيه بس ما صدقت أنام، فرد بليغ اصحى وصحصح وفتح عينك يا رحمي، إحنا عبرنا وانتصرنا”، حتى رد الشاعر الراحل فرحًا: “ااااية يا بوووووي”، نفسي كنت أبقى في البلد دلوقتي بس أروحها ازاي يا بووووي”.
فسأله بليغ عما كان سيفعله في حال وجوده في بلده حيث مسقط رأسه فأجاب منصور: “يابووووي.. كنت همسك ربابة وتني أغني بيها في كل البلد”، فطلب منه بليغ أن يكتب هذه الكلمات، وبعدها توجهوا سويًا إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون، حين توجههم تشاجر بليغ ومنصور ومعهما المطربة وردة مع رجال الأمن الذين كانت لديهم تعليمات مشددة بعدم دخول أي شخص إلى مبنى الإذاعة، خاصة أن المعركة ما زالت في أولها، وأن الأذاعة لم يكن لديها ميزانية وأنتهت المشاجرة بإقرار بخط الأيد علي التنازل عن أي أجر لهذة الأغنية ، وفتح الأستوديو وتم التسجيل وبثت الأغنية في نفس يوم الأحد 7 أكتوبر مع لقطات من عبور الجنود ، ولذلك أستطاعت “علي الربابة “أن تواكب تلك الحدث.
أم البطل
“ابنى حبيبى يا نور عيني.. بيضربوا بيك المثل، كل الحبايب بتهنيني طبعا مانا أم البطل” شريفة فاضل مطربة فقدت أبنها في الحرب وكانت حالة فريدة، ناست حزنها على ابنها، لتغني له بكل فخر “أم البطل”، حيث صرحت في حوار صحفي عن الأغنية معها قائلة: “سيطر علي الحزن بعد استشهاد ابني، وبعد 3 أشهر طلبت من صديقتي، الشاعرة نبيلة قنديل، أن تكتب أغنية عن أم بطل، لأن كل الأغنيات كانت تغنى للمقاتلين”.
وتابعت: “سألتنى هل أكتبها عن أم شهيد؟ قلت لها: لا، أريدها أن تصل لأمهات كل الأبطال، الذين شاركوا في حرب أكتوبر، من استشهد منهم ومن نجى”.
وأستكملت “شريفة” دخلت نبيلة غرفة ابني الشهيد، لعدة دقائق، ثم خرجت وفي يدها ورقة بكلمات الأغنية، التي هزتني بشدة، وشعرت بأنها تعبر عني بالفعل، فقط طلبت منها تعديل شطرة: “بيضربوا بيك المثل”، رأيتها غير مناسبة، لكنها تمسكت بها، وكان زوجها، الملحن على إسماعيل، حاضرا معنا، فأخذ الكلمات وتوجه لمنزله، وعاد اليوم التالي بلحن شديد الإتقان، وفي اليوم الثالث كنت بماسبيرو لتسجيلها، فرحب “بابا شارو”، رئيس الإذاعة وقتها، بالأغنية وأمر بدخولي الاستوديو فورا”، ونجحت الأغنية أستطاعت أن تصل لقلوب جميع الأغنيات.