فن

كتبت: منار حجاج

تمر الأيام والسنين ومازال النيل على عهده ووفاءه مع المصريين، حيث كانوا قديمًا يمجدوا قدسيته بشكل خاص، وكان له إله وهو الإله “حابي”، رمز الخصوبة، الذي قدم من أجله المصري القديم القرابين في موعد الفيضان، ف يأتي محملا بالطمي والماء وبعطاءه اللامحدود، وكانوا يلقون عروسة من الخشب في النيل خلال حفل عظيم، يتقدمه الملك وكبار رجال الدولة، تقديرًا لمكانة النيل في نفوسهم، نحن نحتفل به اليوم الموافق 15 أغسطس، تزامنًا مع بدء السنة المائية في أول الشهر الجاري.

وصرح الدكتور مجدي شاكر خبير آثري لـ هنا القاهرة، قائلًا:”إن المصريون القدماء كان يمارسوا عادة إلقاء عروسة للنيل ، وظلت هذه الحكاية تتناثر لفترة طويلة جدًا والناس لا تسأل إلى أن حدثت القصة المشهورة، عندما بعث عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب أن هناك عادة المصريين بإلقاء أحد الفتيات في النيل ليأتي الفيضان ، فرد عليه عمر بن الخطاب بخطاب وقال له خذ هذا الخطاب والقه في النيل وكان به ” لو كنت تأتي من عندك فلا حاجه لنا لك وإن كنت تأتي من عند الله فسر على بركة الله “، ولكن بعدها جاء الفيضان”.

وبمناسبة هذه الذكرى الجميلة، نعرض ما قدمته السينما المصرية لإحياء هذا الإحتفال العظيم، حيث أنها لم تغفل عن تقديم هذا العيد بشكل فني خاص وهو فيلم “عروس النيل”، الذي متعنا به نجوم الفن الجميل لبنى عبد العزيز، ورشدي أباظة.

وتدور أحداث الفيلم حول جيولوجي “سامي”، يذهب إلى الأقصر لمتابعة عمليات التنقيب عن البترول، ويتم منعه على أساس أن المنطقة تستخدم كمقبرة لعرائس النيل، وأكد الأهالي أن لعنة الفراعنة ستسقط عليهم لو بدأت البريمة في الحفر، يرى سامي في الحلم فتاة جميلة، في زي عروس النيل تدعى “هاميس”، تطالبه بوقف الحفر وأخبرته بأنها ابنة آتون، إله الشمس وآخر عروس نيل، وأن والدها أرسلها إلى الأرض لتمنع إنتهاك حرمات مقابر عرائس النيل،وبدأت تضايق سامي بوجودها في كل مكان، ولا يمكن لأحد أن يراها سواه.، ويتوقف العمل ويرجع إلى القاهرة وهاميس في أثره، يقع سامي في حبها ويناقشها في فكرة الزواج والظهور.

ولم تنس الدراما أيضًا تقديم هذا العيد في عمل فني خاص، حيث تناولت بعض حلقات المسلسل التاريخي “رجل الأقدار”، الذي يسرد السيرة الذاتية لعمرو بن العاص، وقصة فتح مصر من قبل الجيش الإسلامي، فكرة إلقاء عروس النيل، ورفض عمرو هذه الطريقة في الإحتفال وخوف المصريين من غضب النيل، وجفافه بعد منعهم من القيام بهذه بهذه العادة الفرعونية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى