تصاعدت في مصر خلال السنوات الأخيرة أهمية المحتوى الديني الهادف، خاصة عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع، ليأتي برنامج “دولة التلاوة” كمنصة رائدة تعكس هذا التوجه، وتعمل على الجمع بين الأصالة والتجديد في فن التلاوة المصرية.
ويعد البرنامج جسراً يربط بين التراث الديني الغني والابتكار في تقديم التلاوة، مما أعاد الاعتبار لفن عريق شكل الوجدان المصري لعقود طويلة.
كما يعكس البرنامج دعم الدولة للمواهب الشابة ومنحها الفرصة للظهور والتنافس الشريف، في ظل تنظيم دقيق وإشراف علمي من وزارة الأوقاف المصرية.
شهد برنامج دولة التلاوة منذ انطلاقه تفاعلاً واسعاً من الجمهور والمشاركين على حد سواء، حيث تجاوز عدد المتقدمين في الاختبارات التمهيدية 14 ألف متسابق من مختلف المحافظات، من أعمار وخلفيات متنوعة، وهو ما يعكس اتساع قاعدة البرنامج الشعبية ونجاح فكرته منذ مراحله الأولى.
وقد خضع المشاركون لمراحل تصفية دقيقة لضمان اختيار الأفضل صوتًا وأداءً، حتى انتهت التصفيات باختيار 32 موهبة للتنافس في العروض النهائية.
ويحظى البرنامج بمصداقية عالية بفضل لجنة التحكيم التي تضم خبراء في علم الأصوات والمقامات، إلى جانب علماء من الأزهر الشريف وشخصيات دعوية معروفة بأسلوبها الوسطي وتأثيرها المجتمعي.
كما يشارك في التحكيم قراء كبار لنقل الخبرة العملية للمشاركين، مع حضور ضيوف شرف من رموز العمل الديني لتعزيز ثقل البرنامج ورسائله. ويشكل هذا المزيج المتوازن بين العلم والأداء والخبرة الميدانية عنصراً أساسياً في نجاح البرنامج واستمراريته.
وفي إطار دعم وتشجيع المواهب، يقدم البرنامج جوائز مالية ضخمة بقيمة 3.5 مليون جنيه، مع تكريم للفائزين على مستوى كل فرع.
ويحصل الفائز بالمركز الأول على جائزة مالية كبيرة، ويتم تسجيل المصحف الشريف كاملًا بصوته وبثه إعلامياً، كما ينال شرف إمامة المصلين في صلاة التراويح بمسجد الإمام الحسين، وهو ما يمثل نقلة نوعية لمسيرة الفائزين المهنية والدعوية ويعزز مكانتهم بين القراء.
ينطلق برنامج دولة التلاوة من رؤية واضحة لإحياء مدرسة التلاوة المصرية، عبر اكتشاف أصوات جديدة قادرة على حمل الراية مستقبلًا، وتعزيز قيم الاتقان والالتزام واحترام النص القرآني.
ويقدم البرنامج محتوى إعلامياً راقياً يناسب جميع أفراد الأسرة، ويؤكد ريادة مصر التاريخية في خدمة القرآن الكريم، وربط الفن الديني بالرسالة التربوية في إطار معاصر.
من خلال هذا البرنامج، تواصل مصر دعم الثقافة القرآنية وتقديم نموذج مثالي يجمع بين التعليم والدعوة والفن، في ظل تنظيم دقيق ورؤية واضحة لتعزيز حضور الصوت المصري في المشهد الديني والإعلامي على المستويين المحلي والعالمي.
