
مرت صناعة السفن في مصر بالعديد من المراحل فكانت تزدهر خلال ازدهار
الدولة وتنهار بانهيار الدولة
ولان “مصر” دولة لها سواحل علي بحار مفتوحة فكان الانتقال من خلالهم فكرة رائجة
لتكاليفها البسيطة وتوافر الاخشاب، كما عمل النيل علي زيادة الاتصال بين الشمال
والجنوب عبر مراكب نيلية صغيرة وذلك ف عصور قبل “الملك مينا” موحد القطرين.
أبحرت السفن المصرية في عهد “الملك سنفرو” كانت أول رحلات الى البلاد الأجنبية عبر
السفن المصرية التي كانت تصنع وقتها من سيقان أوراق البردي و أشجار الجميز
والأشجار المحلية التي تُزرع في مصر، ولان اخشاب الأشجار المصرية أقل جوده لكنها
كانت شديدة الصلابة نظرا لجفاف المناخ، فكان لابد من إستخدام أشجار الارز اللبنانية
الموجودة في “الشام” التي كانت لينة وسهلة التشكيل لذلك قام “الملك سنفرو” في
الأسرة الثالثه 2920 قبل الميلاد بتلك الرحلة، وجاء من بعده أولاده في الأسرتين
الخامسة والسادسة بين عامي 2750 و 2475 قبل الميلاد فأرسلوا البعثات الي بلاد
“بونت” و”سيناء” وحدود مصر الشمالية عن طريق ساحل “تيبا” شمال “العريش” و
عادت بالأحجار الكريمة و المعادن النفيسة وذلك بعد ان قامت السفن المصرية برحلة
سنه 2673 قبل الميلاد في عهد “الملك ساحورع” ثاني ملوك الأسرة الخامسة، وفي
2000 سنه قبل الميلاد حركة السفن في عهد “الملك سنخ كارع منحتب” اخر ملوك
الأسرة ال 11 في سواحل “البحر الأحمر”، وكرر من تلك الحملات، وفي سنه 1991 قبل
الميلاد أرسلت “الملكة حتشبسوت” بنت “الملك تحتمس الأول” بعث بحرية مكونه من
خمس سنين الى بلاد “الحبشة” وعدت منه ب 32000 شجرة من الأشجار النادره،
غٌرست “بمعبد حتشبسوت”، فسجلت الرحلة على جدران المعبد.
في عهد “تحتمس الثالث: بلغ الاسطول قمة مجده ففتح الشام، وحوض
المتوسط الي ما وراء بحر ايجه اليوناني.
بعد فترة من الإضمحلال تولى الحكم “رمسيس الثاني” 1292 قبل الميلاد فقام بتجهيز
اسطول قوامه 300 قطعه بحرية أستولى بها على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط،
وفي عهد “رمسيس الثالث” 1191 قبل الميلاد إشتباك الأسطول المصري في معركة
الدلتا البحرية والتي هي أول معركة بحرية سجلها التاريخ تأديبا لأهالي جزر البحر
المتوسط فقد اخذوا يغيرون على الشام وعلى مصر بسفنهم المدججة بالسلاح وأستولوا
على جزيرة قبرص التي كان اسمها الاسا، واحتلال بلاد الحيثيين شمال سوريا حيث بلغ
“قرقميش” الواقعه على نهر الفرات ثم زحف وعلى اروار ثم مملكة امون هناك عند نهر
العاصي ناهبين سارقين ما يقابلهم، وكانت هناك الرغبه في النزول الى مصر، مما دعا
رمسيس الثالث ان يحصن نفسه وبلاده وحدوده وجمع الاساطيل وتلاقي مع الاعداء في
سواحل فلسطين عند جبل “امور” ودارت في عرض البحر معركة حاميه لحقت الهزيمة
بالاعداء.
دار الأسطول المصري في عهد الملك “نخاو” ثاني ملوك الأسرة 26 الأسطول
المصري حول قاره “افريقيا “
سنه 616 قبل الميلاد قبل ان يقوم البحار البرتغالي “فاسكوا دي جاما” بها ٢١قرن تقريبا
وكما هو الحال في كفه نواحي الدوله مرت الدولة المصرية بكافه مكوناتها بايام عزومجد
وايام تدهورو إضمحلال.
انهزام و إضمحلال الاسطول
جهز الملك “بطليموس الثاني”283 قبل الميلاد قوة بحرية عظيمه تمتد من الشمال
للجنوب من الشرق الى الغرب البحر المتوسط والتقى هذا الأسطول الجبار بأسطول
“انتيجون” على “مقربة” من جزيره “كوسي” في بحر “ايجا” “اليونان” وأسفر عن هزيمة
الأسطول المصري بعد ان كان اسد البحار، وكان ذلك الأسطول الثاني يتكون من 336
سفينة حربية تحمل رجال مجدفين ومحاربين ومزارعين وعمال معابد ومسجونين واخرين
من طبقه ممتازة من المصريين منضم لهم المقدونيين والاغريق
اخذ النفوذ المصري خلال القرن الثاني قبل الميلاد يتقلص بسبب الامبراطورية
“الرومانية” نحو الشرق وسرعان ما فقدت “مصر” سيطرتها على جزر المتوسط وانهارت
التجارة مما ادي الى عدم اشتراك كليوبترا في الأسطول البحري المشارك في اشتباك
“انطونيوس” و”اكتافيوس” في معركة “اكتيوم البحرية” سنة ٣١ قبل الميلاد التي فتحت
ابواب “مصر” للرومان.
العصر العربي وأول انتصارات احرزها الأسطول المصري
سنه 654 ميلاديه على راس اسطول مكون من 1000 سفينة بحرية خلقت السفن
المصرية في مصر التي كان يحكمها عبد الله بن سعد ابن ابي صالح صور ومعرفه هذه
المعركة باسم معركة فونيكا نسبة الي احد الثغور في غرب الاسكندرية الا ان العرب
اسموها معركة ذات الصواري نظرا بكميه السواري التي كانت تحملها السفن وكثرتها و
مرور الوقت لم يكن للجيش للأسطول المصري اي شيء يذكر بعد ذلك في تلك الحقبه
في عهد خلافه جعفر بن المستعصم الحاكم وكان امير مصر ذات الوقت عنبسه بن
اسحاق نزل الروم الى دمياط سنه 852 على 300 مركب سبي 600 امراه حوقوا المخازن
وخرجوا ادي ذلك اهتمام المصريين بانفسهم باسطولهم و اجتهدوا في تعليم أولادهم
الرمايه وفنون الحرب ولما تولى انطون ملك مصر اذا زاد في تجهيز الأسطول عمل اسوار
منيعا واقام دارا لصناعه السفن في جزيرة الروضه كان اسمها وقتها “جزيره الصناعة” او
“الجزيرة مصر”.
وقد القي اوراق البردي القديمة شعاع من النور على هذه الصناعة علي مر العصور
وعند وفاه ابن طولون ترك الف مركبه بحرية ثم وبمرور الوقت وحكم المعز لدين الله
الفاطمي سنه 969 استعاد الاسطول قوته.
ثم تلاها فترة اضمحلال في نهايه الدوله الاخشيديه ثم صلاح الدين الايوبي الذي أخص
الأسطول المصري بعنايه كبيره وولي اخوه العادل علي الاسطول المصري وجلب له
النصر المبين .
عصر المماليك
حيث اهتمام الظاهر بيبرس وناصر محمد بن قلاوون الأسطول المصري وأغار
جزيره اروار سنه 1362 وكان سبب مهاجمتها تاديبا ل قرصنتها لانهم اغارو
على السواحل المصرية وفي عرض البحرعلي السفن المصرية
اما في عصر الاتراك
عندما فتح سليم الأول الديار المصرية سنه 1517 دخلت تحولت
الى العثمانية وضع سليمان القانوني في النصف الأول من القرن 16 نظام الخاصه لاداره
السواحل وعين ربانا لكل ثغر من الثغور دمياط والاسكندريه والسويس.
عندما تولي محمد علي حكم مصر اخذ في بناء السفن بدار السفن في بولاق و
السويس ثم انشاء دارين اخريتين في الخرطوم والاسكندرية حيث بلغ السفن 35000
سفينة تحمل 1920 مدفعا وقد استطاع محمد علي تجاوز مصيبة هزيمة معركة نافارين و
اصبح في المرتبة الثالثة في العالم بعد انجلترا و فرنسا وقبل تركيا وروسيا.
لما انشاء ابراهيم باشا 520 حراقة تحمل كل منها مدفعين لحماية المضايق وفي عهد
عباس باشا الاول وسعيد باشا اشترك الاسطول المصري في حرب القرم ضد روسيا في
وقف الى جانب الحلفاء في المعركه التي دارت رحاها في البحر الاسود الى انتهت
الحرب هزيمه روسيا 1856 وفي عهد اسماعيل في الاسطول المصري 21 قطعه منها
المحروسه ومصر وغربيه ومحمد على ولطيف والصاعقه الخرطوم وقد خاضت بهم مصر
معركتين طاحنتين احدهما في جزيره كريت سنه 1866 والثانيه فى روسيا سنه 1977
كما ساهمت في نقل الجنود المصريين الي السودان والى الجبل الاسود والى بلاد
الصرب لاخماد الفتن فيها.
الاسطور المصري و التاج البريطاني
وما ان مصر اجتاحت نيران الاحتلال البريطاني سنه 1882 انحطت البحرية المصرية
في عام 1946 وقع حضره صاحب الجلاله الملك فاروق الاول مرسوما ملكيا
لتنظيم السلاح البحري الملكي
وجاء فيه بعد الاطلاع على قرارات الجمعية العمومية المصرية و بعد الاطلاع على قرارات
الجمعية العمومية المصرية وبناء على ما عرضه علينا وزير الدفاع الوطني و موافقه راي
مجلس الوزراء رسمنا بما هو ات
مادة 1 يطلق على القوة البحرية المصرية اسم السلاح البحري الملكي
ومادة 2 يكون السلاح المذكور قائما بذاته ويلحق وزارة الدفاع الوطني
اما مادة 3 يتالف السلاح البحري الملاكي من وحدات بحرية حربية ويتولى قائد عام يكون له
من السلطات الاختصاص ما للمديرين
ماده 4 ماده 4 على وزير الدفاع الوطني تنفيذ هذا المرسوم ويعمل به من تاريخ نشره
الجريدة الرسمية الصادر بقصر القبة 29 محرم 1266(23 ديسمبر سنه 1946)
وهكذا يبعث الاسطول المصري من جديد ويرفع علم السلاح البحري خفقا في مشارق
البحار ومغربها وتستعيد البلاد عزها في ظل سيد البحر الاعظم الملك فاروق الاول.
اشتبك الاسطول المصري في حرب المورة في عام 1821 طلب السلطان
محمود من مُحمد علي أن يمد الدولة العثمانية بأسطوله لإخماد ثورة اليونان فلبى
الطلب وأصدر أمره إلى محرم بك قائد الأسطول المصري بإعداد سفنه وشحنها بالذخائر
والعتاد والرجال وقيادتها إلى مياه اليونان.
اشتراك الاسطول المصري في حرب الشام
واشترك حرب الشام في عام 1831 أقلع أسطول مصري مكون من ست عشرة سفينة
حربية من الفرقاطات والقراويت وسبع عشرة سفينة نقل تحت قيادة أمير البحر عثمان
نور الدين باشا قاصداً سواحل الشام لإنزال الجنود المصرية بها وحمايتهم حتى ينضموا
إلى الجيش المصري الذي زحف على الشام براً.
خدم الأسطول المصري في حرب القرم وكان الباعث الحقيقي وراء هذه الحرب هو
مطامع القيصر الروسي نقولا الأول الموجهة نحو الآستانة والذي تذرع بشجار حدث بين
الرهبان الإغريق ورهبان الأراضي المقدسة على الأراضي العثمانية، لكي يقوم في 5
مايو 1853 بإرسال إنذار إلى الباب العالي يتضمن الطلب باعتراف الباب العالي بحماية
القيصر لكافة المسيحيين الإغريق المقيمين في الإمبراطورية العثمانية، وهو الطلب
الذي رفضه الباب العالي وعلى ذلك أصدر القيصر الأوامر لجنوده بالزحف والإغارة على
الدانوب، مما أشعل الحرب بين الإمبراطوريتين.
وفي حرب 1948على إثر اتخاذ هيئة الأمم المتحدة قرارها في 29نوفمبر 1947
لإدارة فلسطين، بدأت الاستعدادات المصرية لدخول القوات المسلحة إلى الأراضي
الفلسطينية في 15 مايو 1948 لحماية الأراضي والأملاك العربية، وألقي على كاهل
سلاح البحرية عبء حراسة الساحل وحماية جناح القوات الأيسر من الهجوم من جهة
البحر. وتحددت واجبات البحرية في حراسة الساحل بمنطقة القتال، ومراقبة الموانئ
الإسرائيلية في أثناء الهدنة، وضرب موانئ العدو، ونقل المؤن والذخيرة وتموين القوات
البرية، والبحث عن سفن تموين العدو ومصادرتها أو إغراقها، والاشتباك مع سفن العدو
المسلحة. وكذلك تنظيم الدفاع عن الإسكندرية ضد أي هجوم بحري، وفرض التفتيش
الحربي بميناء الإسكندرية وحصر الحمولات والمؤن والعتاد والمهاجرين من اليهود إلى
فلسطين. وخاض سلاح البحرية عدة معارك شرسة مع القوات الإسرائيلية منها معركة
المجدل ومعركة غزة وقصفت ميناء قيصرية وميناء تل أبيب وميناء نهاريا.
حرب 1956 دخلت البحرية المصرية في مواجهات ضد القطع البحرية البريطانية
والفرنسية والإسرائيلية خلال حرب 1956. في 31 أكتوبر 1956 خاضت الفرقاطة
المصرية “دمياط” بقيادة الصاغ بحري محمد شاكر حسين معركة أمام ثلاث سفن
حربية بريطانية مكونة من مدمرتين وطراد ذي تسع مدافع من عيار 6 بوصة فيما كان
تسليح الفرقاطة “دمياط” يقتصر على مدفع واحد عيار 4 بوصة حيث كانت تستعمل في
الأصل كسفينة تدريب.
حرب 1967 المجيدة
انتهت حرب 1967 دون وقوع معارك بحرية بالمعنى المعروف، ولم تحسن القوات البحرية
الإسرائيلية استغلال تفوقها الجوي في تلك الحرب واكتفت بالقيام ببعض الأعمال
الثانوية كإنزال الضفادع البشرية في موانئ الإسكندرية وبورسعيد بغرض التخريب، ولم
تتح الفرصة للقوات البحرية المصرية لاكتشاف فاعلية تسليحها الجديد الذي بدأ
عقب حرب 1956، وكانت خسائر البحرية المصرية في حرب 1967 تساوي صفراً سواء
بالنسبة للأفراد أو المعدات.حرب الاستنزاف
شهدت حرب الاستنزاف التي تلت حرب يونيو 1967، أنشطة قتالية بحرية بين الجانبين
المصري والإسرائيلي، استطاع خلالها عناصر البحرية المصرية تطبيق أسس فنون
الحرب البحرية محققين الهدف من الحرب بإحداث أكبر قدر من الخسائر بالبحرية
الإسرائيلية. وسطر رجال البحرية ملاحم بطولية وانتصارات كبيرة أعادت كثيرا من الثقة
والكرامة للجنود المصريين وللشعب المصري في ذلك الوقت. منها اشتباك الفرقاطة
طارق مع الغواصة الإسرائيلية “تانين” وإصابتها أمام سواحل الإسكندرية يوم 6
يونيو 1967، واشتراك الفرقاطة بورسعيد والمدمرة السويس في الدفاع عن قاعدة
بورسعيد البحرية في الفترة من 2 يوليو 1967 إلى 19 أكتوبر 1967، والاشتراك في صد
الهجوم على رأس العش بواسطة الفرقاطة بورسعيد بمساندة المدفعية الساحلية
يومي 1 يوليو 1967 و8 يوليو 1967، والتصدي لمحاولات العدو بدفع بعض وحداته
من خليج السويس إلى مدخل قناة السويس، وإصابة ناقلة جنود إسرائيلية يوم 4
سبتمبر 1967، وقصف تجمعات العدو في مناطق رمانة وبالوظة يومي 8/9
من نوفمبر 1969 عن طريق المدمرتين الناصر ودمياط. بالإضافة إلى إغارة الضفادع
البشرية على ميناء إيلات في نوفمبر 1969، وفبراير 1970، ومايو 1970، وإغراق سفينة
الإنزال بات يام، كما كان كم أبرز العمليات إغراق كاسحة الألغام دمياط للغواصة داكار،
وتدمير منصة البحث والتنقيب على البترول “كيتينج” في أبيدجان بساحل العاج، مما ادي
الي إغراق المدمرة إيلات يوم 21 أكتوبر 1967 الذي اختير عيداً للبحرية المصرية.
إقرا أيضا:
بعد مرور ١٠٠ عام.. كيف أحيا قادة العالم هدنة الحرب العالمية الأولى
ردًا على العملية الإرهابية.. الجيش المصري يعلن القضاء على 23 تكفيري بسيناء (صور)