توب ستوريخدمي

يوسف شعبان يكشف أسرار “رأفت الهجان”.. القصة الخفية وراء أعظم عمل استخباراتي درامي

في حديث نادر، روى الفنان الكبير يوسف شعبان أحد أبرز أبطال مسلسل “رأفت الهجان”، تفاصيل غير معروفة عن كواليس العمل الذي يعد من أهم المسلسلات في تاريخ الدراما المصرية والعربية، كاشفًا عن مفاجآت تتعلق بترشيحات الأدوار والظروف التي صاحبت التصوير.

 

يقول يوسف شعبان:

“لم يكن محمود عبد العزيز ولا أنا المرشحين الأصليين للأدوار في هذا المسلسل، فقد كان الفنان عادل إمام هو المرشح الأول لدور رأفت الهجان، بينما كان زميلي محمود ياسين مرشحًا لتجسيد شخصية الضابط محسن ممتاز التي قدمتها أنا فيما بعد.”

لكن القدر كما يروي شعبان كان له رأي آخر، فالفنان محمود ياسين رفض الدور قائلاً للمخرج يحيى العلمي: “الدور عادي جدًا، لا يوجد فيه مساحة كبيرة من الأداء، بينما دور رأفت الهجان هو المحور الأساسي في الأحداث.”

ويضيف يوسف شعبان:

“حين وصلني السيناريو، لم أقرأ فقط السطور، بل قرأت ما وراءها أيضًا، وشعرت أن هذا الدور يحمل مسؤولية كبيرة، لأنني أجسد شخصية حقيقية من لحم ودم، ضابط استخبارات مصري ترك بصمة في تاريخ الوطن.”

وعن مدى اقترابه من الشخصية الواقعية يقول:

 

“صاحب الشخصية الأصلية توفي قبل بدء العمل بعام واحد، لكنني تعرفت إلى أسرته، وتحدثت إليهم كثيرًا لأتعرف على ملامحه الإنسانية وسلوكياته، وقد كانت سعادتي لا توصف عندما اتصل بي بعد عرض المسلسل ابنه وابنته ليهنئاني على الأداء.”

يسترجع يوسف شعبان تلك اللحظة المؤثرة قائلاً:

“حين سمعت صوتهما على الهاتف وجدت الدموع تنهمر من عيني دون وعي، ثم اتصلت بي ابنته الكبرى من أبو ظبي، وقالت لي جملة لا أنساها: لقد رأيت أبي وهو يمشي ويتحدث على الشاشة، كانت تلك الكلمات كافية لأبكي من جديد، ولكن هذه المرة من الفرح.”

 

أما عن كواليس العمل مع النجم محمود عبد العزيز، فيقول شعبان إن الأخير “لم يكن يمثل رأفت الهجان، بل تحول إليه فعلاً”.

“في كواليس التصوير، كنت أشاهد أمامي رأفت الهجان الحقيقي، لا محمود عبد العزيز. لقد عاش الدور بكل تفاصيله، واندمج معه إلى حد الذوبان.”

وعن المشهد الذي ترك بداخله الأثر الأكبر، يروي يوسف شعبان:

 

“كانت هناك مشاهد كثيرة مؤثرة، لكن أكثرها قربًا إلى قلبي هو المشهد الذي قلت فيه لعبد العزيز جملتي الشهيرة: مصر أمانة بين يديك. كان مشهدًا صعبًا ومليئًا بالمشاعر الوطنية، حتى إن الدموع غلبتني وغلبته أثناء التصوير، لأننا كنا نحمل داخلنا إحساسًا حقيقيًا بأننا نشارك في عمل وطني خالد.”

 

واختتم يوسف شعبان حديثه قائلاً:

“مسلسل رأفت الهجان لم يكن مجرد دراما استخباراتية، بل كان تحية لرجال الظل الذين قدموا حياتهم فداءً لمصر. وأنا فخور أنني كنت جزءًا من هذا العمل الذي سيظل شاهدًا على قوة الدراما المصرية وقدرتها على تخليد بطولات الوطن.”

بهذه الكلمات المؤثرة، يفتح يوسف شعبان صفحة من صفحات الفن الممزوج بالوطنية، ليكشف كيف تحوّل “رأفت الهجان” من مسلسل تلفزيوني إلى أسطورة مصرية لا تُنسى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى