الأخبار

“يخدم البشرية”.. ننشر كلمة شيخ صوفية الصين في الملتقي العالمي للتصوف بـإندونيسيا


القي الشيخ عبدالرؤوف اليماني الحسني الحسيني شيخ الطريقة الجهرية  النقشبندية وشيخ صوفية الصين كلمته خلال فعاليات الملتقي الصوفي العالمي الذي نظم بدولة إندونيسيا علي مدار 5 أيام بمشاركة الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية والدكتور عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الصوفية ورئيس المجلس الأعلي للصوفية  وعدد آخر من الشخصيات الدينية والصوفية من حول العالم.

 كلمة شيخ صوفية الصين بعنوان “الصوفية  رحمة للعالمين”

وقال الحسيني في كلمته أمام شيوخ وعلماء العالم: “الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله سيد الانس والجن شفيعنا محمد صلى الله وسلم وعلى اله وأصحابه اجمعين.

صورة من الحدث 

وأضاف في كلمته: الصوفية والتصوف هما أصل من اصول منبع السعادة الانسانية وسلامة الأوطان وانسجامها، منهج الصوفية هو منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المنهج المعتدل والوسطي للاسلام.
 

وتابع : الصوفية ليست مذهباً ولا حزبا من الاحزاب انما هي روح الاسلام وجوهره ، والحقيقة أن الصوفية جاءت من الله تعالى وظهرت بنور محمد رسول الله ، ومبنية على محبة الله ورسوله وأوليائه وجميع مخلوقات الله تعالى  محبة حقيقة .وهي منبع الاسرار وحكمتها ، وحقيقة الاسلام هو معرفة الله تعالى على طريق الصوفية ، واصل الصوفية هي الطريقة والنعمة الخاصة التي حققها الله للانسان ليعود إلى الله المولي الرحيم ، ومنذ أن كان هناك بشر كان هناك الاسلام منذ القدم ،إن اهل الله السالكين  الكاملين هم اهل البيت الكرام، فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو جوهر السماء والأرض وحقيقة الكون ، هو سيد الإنس والجن وسيد الدارين ،  ومنبع الروح والطريق المستقيم، وبحر الرحمن الحقيقي ومنارة العلم ، كما  قال أتاني جبريل عليه السلام فقال : يا محمد لولاك ماخلقت الجنة والنار ، قال الشاعر : لولاه ما تخرج الدنيا من العدم، إن رسول الله كمثل الشمس ، واهل بيته الكرام كأشعة الشمس بعد غروبها ، هم خلفاء الرسول الذين يورثون بميراث نور محمد صلى الله عليه وسلم، هم اصحاب الوراثة كما قال رسول الله صلى وسلم: اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي احدهما اعظم من الاخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء وعترتي اهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفون فيهما.

وأوضح “شيخ صوفية الصين”، قائلا:  إن الاسلام دين يحب السلام ويريد السلام ويسعى إلى السلام وروح الإسلام وجوهره هي الطرق الصوفية والتصوف هو الطريق الصالح للحفاظ على السلام الاجتماعي والاستقرار الوطني والابتعاد عن كل أشكال الإرهاب والتطرف، وكل اتجاهات الإرهاب والتطرف لا علاقة لها بجوهر الاسلام، وأن الإرهاب والتطرف هي أداة يستخدمها أعداء الإسلام لتشويه سمعة الإسلام وتدميره، وفي مواجهة الإرهاب والافكار المتطرفة فإن الإسلام والمسلمين هم بلا شك من أكبر الضحايا.

وتابع في كلمته : إن دين الاسلام هو السبيل الصالح وجوهره الاخلاص والاحسان والاخلاق والوفاء والمحبة الكبيرة ، و الطريقة الاسلامية في الحياة هي افضل طريقة للحياة بين البشر كما أن الطرق الصوفية واسلوب التصوف هو الممارس والمفسر المثالي للاسلام، إن روح الاسلام هو التصوف وروح التصوف هو معرفة الله تعالى وتعبده تعبدا حقيقيا من القلب والروح والجسد ، وتقرب الى الله تعالى بالاعمال الحسنة ونعمته ويكرم مخلوقاته إكراما بفضل الله وحبه لتطبيق القرآن الكريم ( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ) بحب الله تعالى وبحب رسوله الكريم ووراثة هذه الرسالة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم الى خلفائه من مرشدي الصوفية ، ارسل الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم رحمة للعالمين ليرحم البشرية جمعاء ، الجنس البشري كله يشمل من المسلمين وغير المسلمين ، والاسلام يعلم المسلمين أن جميع البشر من نفس الاصل ، وينتمي كل من المسلمين وغير المسلمين الى نسل ادم عليه السلام ، والبشرية جمعاء لديهم شفاعة ادم عليه السلام.

واضاف : المسلمون لديهم شفاعة ادم عليه السلام وشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ان سيدنا رسول الله صلى وسلم فهو المرشد الذي ارسله الله للبشرية جمعاء ، ورسالته هي ايضا رسالة للبشرية جمعاء ، لذلك يجب على المسلمين في مختلف البلدان ان يولوا أهمية لاحترام التعايش المتناغم بين القوميات والاديان والثقافات والحضارات المختلفة ، يجب أن نولي أهمية للتبادلات بين الثقافات المختلفة وان نتعلم من نقاط القوة لدى بعضنا البعض .

واضاف : يجب على المؤمن التمسك بالحق ، وممارسة العمل الجاد ، ولن يظلم احدا ابدا من حيث الانسانية والفرائض في نفس الوقت ، يجب على اهل السلوك مخالفة الهوى ومجاهدة النفس وإزالة الحقد والحسد والكبر والغضب وغيرها من الصفات المذمومة حتي ترتاح الارواح بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى عليه وسلم ، اما هذه الاهداف فلا تحققها الا بتحقيق اتباع مشايخ الطريقة وعلماء الحقيقة لتطبيق طريقة التصوف كما نقل عن بعض السلف : لولا المربي ما عرفت ربي .

وأشار قائلا : الاسلام مدينة ذهبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو باب تلك المدينة ومرشد الصوفية هو مفتاح قفل تلك البوابة ونتعلم علما ربانيا من مشايخ الطريق حيث ان العلم شمس منيرة والطالب يصول حوله كالفراش ، ان التصوف يتحقق بتربية الاخلاق والسلوك والرحمة على جميع المخلوقات وتحقق الكرم والتواضع والنعمة ونشر الحب وعلى رأسها تحقيق العدل ، وهذه الاساليب الطيبة كلها مبنية على حسن النيات ، والعبادات والاعمال من اجل الاخلاص لله تعالى وتقوى الله ، أي كل الاعمال لله تعالى ،

وتابع : إن التصوف يسعي لخدمة البشرية جمعاء وخدمة جميع المخلوقات وهو منهج الاسلام الوسطي ، والاسلام يدعو الى الحوار والاحترام بين الديانات المختلفة والثقافات والحضارات المتنوعة ، وتشجيع التعاون والتبادل بين الدول والحضارات والثقافات من مختلفة المعتقدات ، من اجل بناء مجتمع السلام والامان .

وأضاف : ‎لذلك ،فإن  الصوفي الحقيقي ، يجب ان يبني جنتين ، جنة الدنيا في المجتمع وجنة الاخرة بعد الموت ، اما جنة الدنيا في المجتمع فهي تحقيق سعادة الانسان بين البشر مع التعاون والتراحم والاحترام بين الديانات والثقافات والحضارات المتنوعة ، والمعاملة الحسنى بالاخلاق والسلوك وانتشار المحبة بين الناس حتى لا يكون هناك اقتتال او حروب او نزاع وسيكون الامان والسلام في المجتمع كله ، اما جنة الاخرة فهي النعمة الكبرى وهي النعمة الخاصة لاهل الايمان ، فلا نحتاج تفسيرا او بيانا حيث ان الجنة فيها الخالدون انها معروفة عندنا جميعا فمن حصل جنة الدنيا في المجتمع فقد حصل جنة الاخرة بعد الموت ، أما اهداف وعبادات الصوفية فهي : كل الناس مسلمون وكل المسلمين الى الصراط المستقيم ويدخلون الى جنة النعيم.

وأشار قائلا : هنا نقول لجميع أحبابنا من الصوفية انه يجب علينا أن نبني جنتين ، جنة الدنيا في المجتمع ، وجنة الاخرة بعد الموت ، ويجب على اهل أتباع الطرق الصوفية نشر فضل نعم الله تعالى وشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبة تعالى ورسوله للبشرية جمعاء ولجميع المخلوقات.





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى