


ردت دار الإفتاء المصرية على سؤال حول حكم المصافحة بين المصلين بعد الصلاة، مؤكدة أن المصافحة مشروعة في الإسلام، سواء عند اللقاء أو عقب الصلاة، وأنها ليست من تمام الصلاة، بل يُستحب القيام بها لما فيها من فوائد اجتماعية وروحية.
وأوضحت الإفتاء أن بعض الأشخاص يعتبرون المصافحة بعد الصلاة بدعة، بحجة أنها لم ترد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو الصحابة، وأنها قد تشغل المصلي عن الأذكار الختامية، لكن الأدلة الشرعية واضحة على مشروعية المصافحة، حيث ورد عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا». كما جاء عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: «إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فاصافحه، تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر».
وأكدت دار الإفتاء أن المصافحة تُذهب الغل والشحناء بين الناس، وتقوي روابط المودة والمحبة، كما جاء عن الإمام مالك في “الموطأ”: «تصافحوا يذهب الغل وتهادو تحابوا وتذهب الشحناء»، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إذا التقى المسلمان فسلم كل منهما على صاحبه وتصافحا كان أحبهما إلى الله أحسنهما بشرًا لصاحبه».
وجاء في كتاب الإمام ابن عبد البر “الاستذكار”: [على جواز المصافحة جماعة العلماء من السلف والخلف، ما أعلم بينهم في ذلك خلاف].
وأشارت الإفتاء إلى أن الأمر المطلق الذي شرعه الله تعالى على جهة العموم يقتضي سعة المجال وتطبيقه على الجميع في كل زمان ومكان، وأن ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعل شيء لا يعني حرمة فعله، بل إن الفعل المباح يظل مباحًا طالما لم ينه النبي عن فعله.
وبناءً عليه، يُستحب للمسلمين بعد الصلاة مصافحة من يمد إليهم يده من المصلين، مع مراعاة الأدب في الخلاف وتجنب إثارة الفتنة أو الشحناء بين المسلمين، وعدم الاقتصار على الإشارات أو الكلمات فقط، لما فيها من تنمية المودة والتقارب بين أفراد المجتمع.



