
- زارنا منذ ساعات قليلة شهر عظيم تحل فيه البركات و ترتفع فيه الروحانيات و تزازد فيه القلوب صفاء و خاصة مع فرض من فروض الاسلام و هو الصيام و الذي يسمو بالنفس عن الكثير من الشهوات و قد فرض الله سبحانه و تعالى الصوم لتطهير النفس و تزكية القلوب و لاكتساب التقوى حيث قال تعالى “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (185)
و هناك احكام كثيرة تختص بها كل شعيرة من شعائر الاسلام و لكل فريضة ضوابطها التى تاتى من الكتاب و السنة و اجتهادات العلماء طبقا لهذين المصدرين
و للصيام احكام كثيرة منها تحديد مواعيده متى يبدء اليوم للصائم و متى ينتهى و قد ورد فى الكتاب و السنة الكثير من الادلة التى تحدد بداية و نهاية الصوم بالنسبة للصائم و مع مرور الوقت فقد ظهرت بعض العادات و الاعراف الخاصة بهذا الشهر الفضيل منها مدفع الافطار و الذي دخل الى القاهرة اول مرة عند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هـ حيث أراد السلطان المملوكي خشقدم أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه. وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعين في اماكن اخرى و من بعدها اعتاد اطلاق المدفع عند الافطار لعدم موجود مكبرات صوت وقتها او وسائل اعلام مسموعة او مرئية فكانو يعتمدون فى القاهرة على صوته العالى لاعلامهم بدخلو المغرب
و من هنا اعتاد كثير من الناس على الفطر عند سماع صوت المدفع فقط لكن هل حقا باطلاق المدفع يجوز للصائم الافطار او بمعنى اخر هل سماع صوت مدفع الافطار فقط يبيح للصائم ان يفطر دون اى اعتبارات اخرى و قد اجاب جمهور اهل العلم عن هذا السؤال و الذى سأل عنه كثير من الصائمين و اجابو ان مدفع الافطار لا يعتبر موعد شرعى عند سماعه يجب الافطار بل هو علامة و قرينة على دخول وقت الافطار و كذالك الاذان يعتبر علامة على دخول وقت الافطار اذ العبرة هى بغروب الشمس كما تبين من الادلة الشرعية
فقد قال تعالى: «ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ». العبرة بالغروب لا بالأذان ولا المدفع، فعن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» أخرجه البخاري في صحيحه و عليه فان غروب الشمس او شروقها من مغربها او مشرقها الكونى يحل به قوت الافطار او الصوم كما ورد في الحديث و الاية و الذي يتبين منهم انه بغروب الشمس من مغربها الكونى فان الصائم قد افطر سواء اكل و شرب او لم ياكل و يشرب و بناء عليه فاذا اذن المؤذن بالخطاء قبل غروب الشمس و كان ظاهرا انها لم تغرب بعد و تبين هذا للصائم فلا يحل له ان يفطر حتى تغرب الشمس من مكانها الكونى و كذا ينطبق الامر عند سماع مدفع الافطار
كما ان للصائم الذي لم يسمع صوت الاذان او مدفع الافطار كمن يقيم في دول اجنبية قليلة المساجد مثلا او من يقيم بالصحراء فله ان يتحرى الغروب و حينها يفطر بعد تيقنه من الغروب و نفس الامر ينطبق على ساعة اليد او المحمول او اى ساعة اخرى فهى علامة و قرينة على دخول الوقت و ليست العلامة الشرعية اذ قد تقدم الساعة او تاخر بعض الدقائق و لكن لعموم الناس ممن لا يتسنى له معرفة التوقيتات الشرعية و ان يتحراها بنفسه فلهم ان يثقو في احد الائمة المعهود لهم بمعرفة الاوقات الشرعية للغروب و الشروق و ان يقلدوه في ذلك و في هذا الزمان فان هذا الامام يتمثل فى وزارة الاوقاف و الازهر الشريف و الهيئات و الجهات الدينية الرسمية المعتمدة بالدولة
و قد اجاب موقع دار الافتاء المصرية على هذا التسائل خلال صفحته الرسمية عبر الفيسبوك في وقت سابق لها بما يلي

كما ذكر ذلك العديد من كبار العلماء في فتاوي مسموعة و مرئية عبر قناة اليوتيوب الخاصة بدار الافتاء منهم الدكتور محمد عبد السميع امين الفتوى بدار الافتاء المصرية




