اليهود
كثرت الاقاويل حول من الذي بني تلك الصروح الخالدة، أهم قدماء المصريين بالسخرة؟ ام اسلاف اليهود والافارقة الذين جلبوا الي مصر كعبيد؟ هل هم مخلوقات عملاقة؟ كل تلك الشبهات طافت حول الهرم، الهرم بذاته ولعظمة حجمة وحجم الاحجار التي بُني منها الهرم، بسبب طول مدة بناءه، التي استمرت للهرم الكبير 20 سنة.
وكان رد الدكتور زاهي حواس في كتابة بناة الاهرامات علي جميع تلك الشبهات فقد تم اكتشاف مقبرة بناة الاهرامات بعد بحث و تنقيب استمر 16 سنة فلم يكشف هذا الحدث الا عن مقابر دفن فيها مصريين كالحاليين عمال و فلاحين وموظفين الذين صنعوا تلك الحضارة…
تم اكتشاف مقبرة العمال الذين ارسلوهم كبار العائلات في الصعيد و الدلتا للعمل في ذلك المشروع القومي، اثناء قيام احد السائحات بجولة علي فرس في منطقة هضبة اهرامات الجيزة عثرت قدم الفرس في جدار مقبرة السيد “بتاح شيبسو” احد كبار العمال، مبنية من الطوب اللبن تلك المنطقة تحديدا جنوب شرق ابو الهول، وخلف حائط حجري بناه الملك خوفو، وقد سماه حائط الغراب الاهالي لانهم كانوا يروا غربان تعشش في الحائط، بناه الملك خوفو بارتفاع 10 كتر و امتداد 200متر، يتوسطه بوابة، اما عن اوصاف المقابر في تدل علي انهم مصريين سواء في الاوصاف البدنية، والاسماء و طريقة البناء و طريقة الدفن العقائدية، فقد تم الدفن في اتجاه الشرق لاستقبال الاله رع اله الشمس في وضع قرفصاء، و ايضا من الدلائل وجود الباب الوهمي الذي له قيمة كبيرة لخروج الروح منه.
تم تصنيف المقابر علي حسب الدرجة الوظيفية الي مستويين المستيوي السفلي فكان للعمال والتي كانت مقابرهم صغيرة و المقابر الكبيرة للرؤساء و كبار لعمال، اما المستوي الثاني فكان للفنانين والنحاتين و الرسامين وهم الشريحة العليا و الفئة الارقي، ویلاحظ من حجم وطریقة بناء ھذه المقابر فى الجبانة العلویة أنھا كانت مخصصة لدفن طبقة متمیزة من الفنانین والحرفیین، وتختلف عن أصحاب المقابر فى الجبانة السفلى التى كان یبدو من حجمھا وطریقة بنائھا أن أصحابھا من طبقة اقل، ومن تلك المقابر مقبرة السيد مقبرة “نى عنخ بتاح” وهي أھم المقابر الصخریة فى الجبانة العلویة بجبانة العمال بناة الأھرام، فمن أھم العناصر المكونة لھذه المقبرة ذلك الطریق الصاعد الذى یؤدى إلى الجبانة السفلیة. والطریق مشید من الحجر الجیرى غیر المستوى، ویبلغ عرضھ 110 سم.
ومن اهم الدلائل وجود نصوص تسمي نصوص اللعنة لمن يدخل تلك المقابر و يفتش بها كما التي توجد في مقبرة السيد “بتتي” وزوجته والتي فحواها ان الاله حتحور سياكل كل من يدخل ويعبث بمحتويات المقبرة وان الاله سيحميه لان صاحب المقبرة مبجل لدي الاله كما ان الاله لن يلحق ببتتي اي اذي، اي فرد يعبث بالمقبرة ستاكله التماسيح وافراس النهر و الاسود”، واهم الدلائل التماثيل التي وجدت في مقابر المستوي العلوي و السفلي و التي يقترب التشبيه فيها بين ابنين لنفس الاب و الام ولكن احدهم عاش مزارعا او عاملا و الاخر تعلم في المدينة وصار صاحب مركز تلك الصورة التي ايضا نراها الان للمصرين .
بني الجدار “حائط الغراب” ليفصل بين المقابر الملكية، ومقابر العمال، الان بعد العثور علي رفاتهم الادمية علمنا انهم تم دفنهم جوار الملك وهذا ما يدل علي ان العمل في بناء الاهرامات شرف ومهمة قومية و دينية عظيمة في نفوس البناة، ولكن هؤلاء البناة الذين ماتوا اثناء البناء فقط هم الذين نالهم هذا الشرف اما الباقي الذين ماتوا بعد عودتهم الي قراهم دُفنوا في قراهم، بُنیت معظم ھذه المقابر من الطوب اللبن، ودُعمت جدران المقابر بخامات مختلفة عن التى استخدمت فى بناء الأھرام والمعابد مثل قطع صغیرة من الجرانیت والحجر الجیرى والبازلت والدیوریت، فكان العمال یحفظونھا لاستعمالھا فى بناء مقابرھم حتى یمكن حمایتھا على مر الزمن تأكیدًا للخلود. والجزء السفلى من الجبانة یضم حوالى 600 مقبرة صغیرة من الطوب اللبن خاصة بالعمال، ذات أبواب وھمیة كتلة مستطیلة من الحجر نقشت على ھیئة باب من ضلفتین یتوسطھما ھیئة الحصیر المجدول – یُدفن أسفلھا العامل فى وضع القرفصاء، فضلًا عن مقابر كبیرة ربما كانت مخصصة لرؤساء العمال، وقد اتخذت تلك المقابر أشكالًا معماریة مختلفة، وتبلغ مساحة ھذه نصف متر. وتغطى المقابر ذات القباب آبار الدفن تحت سطح الأرض، مما x المقابر نحو متر یجعل المقبرة تأخذ شكلا یشبھ الشكل الھرمى، أو یعد بمثابة صورة مختزلة منھ.. وهنا يظل السؤال كيف عاشوا، و اين.
في عام 1990 تم العثور علي بعد حبيبات القمح، الحياة لقمة العيش التي أورثنا اجدادنا تفضيلها، مما يشير الي الحياة و المعيشة وباستمرار التنقيب تم اكتشاف قري كاملة كان يعيش فيها البناة، قري كقرانا الان.
اسفل قرية نزلة السمان قرية فرعونية بنيت بالكامل للحياة فيها لفترة نسطيع ان نقول عليها معسكرات مخططة تخطيط منظم، تقع اطلالها اسفل قرية نزلة السمان، وقد تعرضت لخطر المياة الجوفية و الصرف الصحي، وبالتنقيب تم العثور علي عثر على ما یدل على وجود تجمع سكانى فى ھذه المواقع من ظھور جدارین من الطوب اللبن في مواقعھا الأصلیة، وھى أجزاء من منازل العمال. وعثر أیضًا على بقایا عظام حیوانیة مستأنسة كالأبقار والأغنام. وعرفنا أنھا مستأنسة؛ لظھور علامات الجزار على العظام، نتیجة لقیامھ بذبحھا. وأخیرًا عُثر على بقایا حبوب لقاح الناباتات، وهنا كان رأي المستكشفين ان تلك المنطقة كان بها قريتين، احدهم إحداھما للعمال الفنانین الذین دفنوا بالجبانة العلیا، والأخرى للعمال الذین نقلوا الأحجار ودفنوا بالجبانة السفلى.
اعتمد البناة علي اكل السمك المجفف بنفس طريقة الفسيخ، والذي كان ياتي اليهم طازجا، ثم يجففوه، وظهر اقدم مخابز في العالم، وقد كشفت البعثة الأمریكیة یقودھا العالم الأثرى الدكتور مارك لینر عن بقایا جدران لأسوار مشیدة من كتل صغیرة من الحجر الجیرى تماثل تلك الأسوار المحیطة.
بالأھرام. وعُثر بجوار ھذه الأسوار على اثنتى عشرة حجرة مبنیة بالطوب اللبن وملحقة بھذه الأسوار. وقد عثرت البعثة بالحفرة التى تقع فى الركن الجنوبى الشرقى للمبنى على جرتین كبیرتین من الفخار فى حجرتین متوازیتین. وتأكد للمستكشف ((مارك لینر)) أن ھذا الموقع مخبز من طراز متأخر للدولة القدیمة. كما عثرت البعثة على فجوات بخندق غیر عمیق ملىء بالقش والجمر، وأوانٍ صغیرة وكبیرة كانت تُملأ عجینًا للخبیز وجدت فى الجانب الشمالى الشرقى وھى التى نعرفھا فى الریف الآن باسم ((الماجور)). وموقد لعلھ كان لتسخین العجین بالخندق، فضلًا عن حوائط منخفضة من حجر وطین یرَّحى علیھا، كأنھا مائدة للأوانى والخبز الناضج. والجديير بالذكر ان الخبز الذي عثر عليه خبز البتاو والعيش الشمسي المعروف في الريف المصري الان، وكانت عملیة إعداد الخبز من المیادین المھمة التى علا فیھا جھد المرأة علوًّا كبیرًا، بل كانت فى أحیان كثیرة من مھامھا الرئیسیة، فكانت نساء الطبقات المتواضعة تدرن جمیع شئون بیوتھن، بینما كان لدى الأثریاء الخدم. ولم تختلف مناظر المخابز الكبرى حیث تعمل النساء كما كان جاریًا یومئذ فى المنزل من مراحل إعداده، كان الخبز أساس الغذاء فى مصر القدیمة منذ أقدم العصور سواء فى الحیاة الدنیا أو الآخرة، بل لا یزال ھو الأساس إلى یومنا ھذا. ومن العجب أن یمتد اسمھ القدیم فى حیاتنا الیومیة فعرف عند الفراعنة باسم ((عنخ)) أى ((حیاة)) ونحن نطلق علیھ ((عیش)) وھى أیضًا من عیش أو معیشة.
خلاصة القول،
البناة مصريين وليسوا اي قومية او الحضارة مفقودة ولا للیھود أیضًا دخل لاقريب ولا بعيد بالأھرام، كان الیھود خدمًا فى المنازل المصریة فى أعقاب احتلال الھكسوس ولا هي نتاج بناء كائنات فضائية، بُنیت الاهرامات بالتقوى لا بالسخرة، وكان الدليل ان معظم النساء فى تلك الجبانة قد دُفنَّ مع ازواجهم مقابر مشتركة تجمع بین الرجل وزوجته، كما انه قد دفن بعضھن من مقابر مستقلة، یقع معظمھا بالجبانة السفلیة؛ فإلى الشمال من مقبرة ((بتاح شبسو)) تقع مقبرة السیدة ((حیى)) وتتكون من فناء مكشوف یؤدى إلى مدخل المقبرة الموجود فى الناحیة الشمالیة الغربیة من الفناء الذى یؤدى بدوره إلى صالة مستعرضة، ربما كانت مسقوفة بسقف مقبى كما تدل على ذلك أشكال الجدران الجنوبیة منھا.
المراجع:
-
Lehner, M., Giza plateau mapping project, University of Chicago, United States of America.
-
حواس، 2008، بناء الاهرام، دار نهضة مصر، القاهرة.