في خطوة تعكس التوجّه الوطني نحو بناء قدرات بشرية سعودية قادرة على المنافسة في الصناعات المستقبلية، أعلن صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف” عن توقيع ثلاث اتفاقيات إستراتيجية جديدة تهدف إلى تدريب وتأهيل وتمكين 356 مواطنًا ومواطنة في صناعات السيارات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية المتقدمة، بتكلفة دعم تتجاوز 68 مليون ريال سعودي. وتم توقيع الاتفاقيات على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) الذي استضافته الرياض.
وتنتمي هذه الاتفاقيات إلى برامج تدريبية مبتكرة مرتبطة بالتوظيف، تشمل التدريب داخل المملكة وفي الصين، بما يعزز امتلاك الكوادر السعودية مهارات تخصصية عالية في قطاعات صناعية نادرة وذات طلب متصاعد في سوق العمل. ويهدف هذا التوجه إلى رفع تنافسية الكفاءات الوطنية ودعم جاهزيتها لوظائف المستقبل.
وعقد “هدف” هذه الشراكات بالتعاون مع جهات صناعية عالمية ووطنية ذات ثقل، من بينها شركة لينوفو للابتكار والتكنولوجيا بالشراكة مع شركة آلات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، إضافة إلى هيونداي الشرق الأوسط والأكاديمية الوطنية للسيارات والمركبات (نافا). وستوفر الاتفاقيات دعمًا كاملًا لتكاليف التدريب والمكافآت، إلى جانب فتح مسارات توظيف مباشرة في مجالات صناعة السيارات الكهربائية والصناعات الإلكترونية المتقدمة.
ويأتي هذا التحرك بالتزامن مع نمو ملحوظ يشهده القطاع الصناعي السعودي، حيث ارتفع الإنتاج الصناعي غير النفطي بنسبة 5.3% خلال عام 2024، كما واصل مؤشر الإنتاج الصناعي ارتفاعه بنسبة 2.1%، لتصل مساهمة قطاع الصناعة واللوجستيات إلى 263 مليار ريال في الناتج المحلي غير النفطي. وتستهدف المملكة رفع الناتج المحلي الصناعي إلى 1.4 تريليون ريال وجذب استثمارات تفوق تريليون ريال، إلى جانب خلق مئات الآلاف من الوظائف النوعية.
وتعكس الاتفاقيات الجديدة الدور الحيوي لصندوق “هدف” في دعم مشاريع التوطين، وتعزيز حضور الكفاءات السعودية في سلاسل الإمداد الصناعية العالمية، وتنمية المهارات المتقدمة بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تضع الإنسان السعودي في قلب التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
