نص رسالة أسامة بن لادن التي هزت أمريكا بعد أكثر 20 عاماً من مقتله، انتشرت رسالة منسوبة لزعيم تنظيم “القاعدة” السابق أسامة بن لادن، على تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة، ما أثار ردود فعل غاضبة من البيت الأبيض ووسائل الإعلام.
الرسالة:
الرسالة التي نشرها بن لادن بعد عام من هجمات 11 سبتمبر 2001، تحت عنوان “رسالة إلى أميركا”، انتقد فيها ما وصفه بـ”التدخلات الغربية في الدول الإسلامية”، و”سياسات أميركا في الأراضي الفلسطينية”، مبرراً هذه الهجمات بـ”الدعم الأميركي لإسرائيل”.
كما انتقد بن لادن ما وصفها بـ”أكاذيب وفجور” الغرب، وتفشي “المثلية الجنسية والمواد المسكرة، والقمار والربا”، معتبراً أن الهجمات ضد المدنيين والولايات المتحدة “مبررة بسبب ذلك”.
الانتشار:
وانتشرت هذه الرسالة بشكل كبير على “تيك توك”، وتم مشاركة مقاطع فيديو تدعمها وتدعو إلى قراءتها، وسط انتقادات لواشنطن بسبب دعم إسرائيل في الحرب التي تشنها على قطاع غزة.
وقالت الشركة القائمة على تطبيق “تيك توك” في بيان، الخميس، إن مقاطع الفيديو التي تروج لرسالة بن لادن تنتهك قواعدها “الرافضة لدعم أي شكل من أشكال الإرهاب”. وأوضحت أن عدد مقاطع الفيديو التي تروج للرسالة كان “صغيراً”، وأوضحت أن “التقارير التي تفيد بأنها منتشرة على منصتنا غير دقيقة”.
وأشارت الشركة إلى أنها تحذف “بشكل استباقي وقوي” كل مقاطع الفيديو التي تروج لرسالة بن لادن، مؤكدة أنها فتحت تحقيقاً بشأن كيفية وصول هذا المحتوى إلى المنصة.
التعليقات:
وانتقد البيت الأبيض انتشار هذه الرسالة، واصفاً ذلك بأنه إهانة لضحايا هجمات 11 سبتمبر.
وقال نائب المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس: “لا يوجد أبداً مبرر لنشر الأكاذيب البغيضة والمعادية للسامية التي أصدرها زعيم القاعدة بعد أن ارتكب أسوأ هجوم إرهابي في التاريخ الأميركي، مسلطاً الضوء عليها كدافع مباشر لقتل 2977 أميركياً بريئاً”.
وأضاف بيتس: “لا ينبغي لأحد أن يهين 2977 أسرة أميركية لا تزال في الحداد، من خلال تداول كلمات دنيئة لأسامة بن لادن، خصوصاً الآن، في الوقت الذي يتصاعد فيه العنف المعادي للسامية في العالم”.
ووصف تشارلي وينتر، المتخصص في الجماعات المتطرفة، ومدير الأبحاث في منصة ExTrac، الرسالة بأنها “نوع من العقيدة الأساسية” لتنظيمي “القاعدة” و”داعش”.
وأشار إلى أن الرسالة تحتوي على “لغة صارخة تدعو بوضوح إلى ارتكاب أعمال إبادة جماعية، وتدعو لأعمال عنف عشوائي ضد المدنيين وتبررها”، بالإضافة إلى “تبرير قتل المدنيين في أي دولة ديمقراطية تقاتل دولة ذات غالبية مسلمة”.
التحليل:
يثير انتشار رسالة أسامة بن لادن على “تيك توك” مجموعة من التساؤلات، منها:
- ما هو السبب وراء انتشار هذه الرسالة الآن، بعد أكثر من 20 عاماً من نشرها؟
- ما هي الدوافع وراء تداول هذه الرسالة من قبل بعض المستخدمين على “تيك توك”؟
- ما هي الآثار المترتبة على انتشار هذه الرسالة؟
من الممكن أن يكون انتشار هذه الرسالة مرتبطاً بالحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، حيث يرى بعض المستخدمين على “تيك توك” أن الرسالة تعبر عن وجهة نظرهم في هذه الحرب.
كما من الممكن أن يكون انتشار هذه الرسالة تعبيراً عن تزايد الوعي بالقضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، حيث يهتم جيل الشباب الأميركي بشكل أكبر بهذه القضايا من الأجيال السابقة.