
تعيش الأم قبل الولادة القيصرية مزيجًا من الترقب والقلق، خاصة إذا كانت تجربتها الأولى. فالولادة القيصرية ليست مجرد إجراء طبي، بل تجربة إنسانية دقيقة تحتاج إلى استعداد نفسي وجسدي كامل. الخبراء يؤكدون أن اتباع مجموعة من النصائح قبل العملية يسهّل التعافي ويجعل الرحلة أكثر أمانًا وطمأنينة.
أولًا: استشارة الطبيب خطوة لا غنى عنها
قبل أي شيء، يجب على الحامل أن تناقش الطبيب في كل التفاصيل المتعلقة بالعملية: موعدها المناسب، نوع التخدير، والمضاعفات المحتملة.
يؤكد الأطباء أن معرفة المريضة بكل ما سيحدث يساعدها على تقليل التوتر. ومن المهم أيضًا معرفة سبب اختيار الولادة القيصرية — هل هو طبي طارئ، أم قرار مسبق لتفادي مضاعفات الولادة الطبيعية.
ثانيًا: تجهيز الجسم والنفس
قبل أسبوعين على الأقل من موعد العملية، يُنصح بالحفاظ على نظام غذائي متوازن يحتوي على البروتينات والحديد والفيتامينات، مع شرب كميات كافية من الماء.
كما يُفضَّل الابتعاد عن الأطعمة الدسمة والمشروبات الغازية قبل العملية بيومين لتجنب الانتفاخ وصعوبة الهضم بعد الجراحة.
أما نفسيًا، فعلى الأم أن تهيئ نفسها لتجربة الولادة بهدوء وثقة، من خلال جلسات استرخاء، أو التحدث مع أمهات مررن بالتجربة، أو الاستماع لموسيقى مريحة. فالحالة النفسية قبل الولادة تؤثر بشكل مباشر على عملية التعافي بعد الجراحة.
ثالثًا: التحاليل والفحوصات ضرورية
قبل الولادة، يطلب الطبيب عادة مجموعة من التحاليل الأساسية مثل صورة الدم الكاملة، مستوى السكر، ووظائف الكبد والكلى، للتأكد من جاهزية الجسم.
ويُفضَّل أيضًا تجهيز كل التقارير الطبية السابقة والاحتفاظ بها في ملف واحد لتقديمها للطبيب أو الفريق الجراحي عند الحاجة.
رابعًا: تجهيز حقيبة المستشفى
يُنصح بتحضير حقيبة الولادة قبل الموعد بأسبوع على الأقل. وتشمل أهم الأشياء: الملابس القطنية الفضفاضة، أدوات العناية الشخصية، شاحن الهاتف، مستلزمات الطفل من حفاضات وملابس داخلية، إلى جانب أوراق الهوية والتقارير الطبية.
وجود كل شيء جاهز يُخفف الضغط النفسي يوم العملية ويجعل التجربة أكثر راحة وتنظيمًا.
خامسًا: تعرفي على خطة التعافي
الولادة القيصرية تحتاج إلى فترة راحة خاصة بعد العملية. لذلك، يجب معرفة المدة التي يُسمح فيها بالحركة، وطريقة العناية بالجرح، والنظام الغذائي الأنسب في الأيام الأولى.
ينصح الأطباء أيضًا بوجود شخص موثوق يساعد الأم في الأيام الأولى على رعاية المولود وتجنب الإجهاد.
أخيرًا.. الثقة والهدوء هما المفتاح
تذكري أن كل ولادة هي تجربة فريدة، وأن القلق طبيعي لكنه لا يجب أن يسيطر عليكِ.
كلما استعددتِ مبكرًا وتواصلتِ مع طبيبك بوضوح، كانت تجربتك أسهل وأكثر أمانًا.
الولادة القيصرية ليست نهاية لرحلة الأمومة بل بداية فصل جديد، يحتاج فقط إلى هدوء، ثقة، واستعداد واعي.