

كشفت شركة “ميتا” المالكة لمنصات فيسبوك وإنستغرام وواتساب، عن تطوير ميزة ذكية جديدة تحمل اسم “مشروع لونا” Project Luna، وهي ميزة مبتكرة من شأنها أن تغير مفهوم التحديثات اليومية على موقع فيسبوك، من خلال تقديم موجز شخصي لكل مستخدم يستند إلى اهتماماته وسلوك تعامله مع المحتوى المنشور عبر المنصة. وتأتي هذه الخطوة في إطار السباق العالمي المتصاعد بين شركات التكنولوجيا الكبرى لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تعزيز الخدمات الرقمية وجعلها أكثر فائدة ومرونة.
الميزة الجديدة تعتمد على خوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة قادرة على تحليل محتوى فيسبوك الخاص بكل مستخدم، سواء منشوراته أو المحتوى الذي يتفاعل معه، إلى جانب مصادر خارجية متعددة، ومن ثم تقديم موجز يومي مخصص يضم أهم الأخبار والتحديثات التي تهمه في بداية كل صباح. وبذلك، يضع “مشروع لونا” فيسبوك في منافسة مباشرة مع التكاملات التي تقدمها أنظمة مثل “شات جي بي تي” ChatGPT، والتي تعتمد بدورها على جمع وتحليل المعلومات الفردية لتقديم محتوى شخصي للمستخدم.
وبحسب المعلومات الأولية، تختبر “ميتا” الميزة في نطاق محدود يشمل مجموعة صغيرة من مستخدمي فيسبوك في مدن مثل نيويورك وسان فرانسيسكو، على أن يتم توسيع التجربة لاحقًا في حال نجاحها وارتفاع معدل التفاعل معها. وتطمح الشركة إلى جعل “الموجز الصباحي الذكي” عادة يومية لمستخدمي فيسبوك، تساعدهم على بدء يومهم بمعلومات فورية ودقيقة تلبي اهتماماتهم الشخصية في مجالات مثل الأخبار، التكنولوجيا، الاقتصاد، الثقافة، الترفيه وغيرها.
ويقول خبراء التكنولوجيا إن هذه الخطوة تأتي ضمن توجه عالمي يهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى اليومي، في وقت تسعى فيه شركات مثل “جوجل” و”مايكروسوفت” و”أبل” إلى تقديم خدمات مشابهة تقوم على التعلم الآلي والتخصيص المتعمق بناءً على تحليل البيانات الشخصية للمستخدمين. كما يرى محللون أن دخول ميتا إلى هذا المجال قد يمنحها فرصة لاستعادة حضور أقوى بين فئات المستخدمين الأصغر سنًا، ممن باتوا يعتمدون بشكل أكبر على خدمات مخصصة قائمة على الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد خبراء التقنية أن الموجز الجديد قد يمثل نقلة نوعية في طريقة تعامل المستخدمين مع فيسبوك، حيث لا يعود المستخدم مضطرًا للبحث عن آخر التحديثات بشكل يدوي، بل يحصل عليها بشكل تلقائي وبأسلوب اختياري قابل للتخصيص. كما أن هذه الخطوة قد تمهّد لمرحلة جديدة من خدمات الذكاء الاصطناعي الاجتماعي، حيث يصبح النظام قادرًا على فهم النشاط الرقمي اليومي وتلخيصه وتقديمه بشكل موجز وسهل القراءة.
وتعكس ميزة “مشروع لونا” رؤية ميتا في المستقبل، وهي دمج الذكاء الاصطناعي كجزء أساسي من تجربة الاستخدام اليومية، في وقت يشهد فيه العالم طفرة رقمية ضخمة تسعى فيها الشركات العملاقة إلى تثبيت أقدامها في سوق يتوقع له أن يتوسع بمعدلات غير مسبوقة خلال السنوات المقبلة.




