دائما يطلق على الممرضات ملائكة الرحمة، لما تقوم به من تطيب جروح وآلام المرضي، ولكن البعض منهم خالفوا هذا الواقع وتحولوا الى وحوش تقوم بقتل من يستغيث بهم بلا رحمة ولا رأفة.
وفى السطور التالية نرصد جريمة بشعة قامت بها إحدى الممرضات البريطانيين والتى تدعى بيفرلي أليت والتي تحولت إلى وحش قاتل للاطفال بلا رحمة، بداية القصة عندما كانت تعمل بيفرلي ممرضة بأحد مستشفيات الأطفال، وكانت تعيش مع والدها بمفرها ومات الوالد بعد تجرعه لكميات كبيرة من الكحول وكانت بيفرلي فى مرحلة المراهقة، ثم بعد ذلك استقرت حياتها أكثر بالزواج من جارها وهي في سن السابعة عشر، والحقيقة أنه بالرغم من كون جارها هذا يكبرها بعشر سنوات إلا أنها قد وجدت في بيته كل ما تحتاجه من طعامٍ وشراب، وفي نفس الوقت كذلك التحقت للدراسة بكلية التمريض، إذًا، وبكل بساطة، يُمكن القول أن حياة تلك الفتاة قد استقرت للأبد.
ومع بداية العام الثاني للزواج تطور الأمر، وأصبحت بيفرلي أكثر سعادة، خاصةً بعد أن رزقت بمولودها الأول وأصبحت جينات الأمومة منغمسة بداخلها، مما تسبب في حالة تسامح أكبر وأنضج، العاصفة في كل هذه السعادة أتت مع بداية العام الثالث للزواج ونهاية العام الثاني للطفلة التي انجبتها، ففي البداية رحل عنها زوجها وتركها في ظروف غامضة دون تفسير أو تبرير، ثم وقع ما هو أدهى من ذلك حين ماتت الطفلة بمرض عادي، لكن الأطباء من وجهة نظر بيفرلي قد تخاذلوا في علاجها، مما تسبب في حالة من الاحتقان الشديد والكره الغير محدود لهم ولكل شخص موجود على هذه الأرض، ولنقل إن بيفرلي أول ما بدأت إخراج غضبها كان ضحيتها الأطفال.
كانت ترى بيفرلي بعد وفاة طفلها، أنه من غير العدل أن يبقوا هم بينما ترحل طفلها الوحيد بالمرض، فقررت بيفرلي أليت، العزم على ارتكاب أول جريمة قتل لها، وقامت بالطبق على أنفاس طفل لا يتجاوز العاشرة من عمره تبتغي قتله، لكن، ولم تكن هذه الجريمة هى الأخيرة، ففي خلال فترة قصيرة قتلت بيفرلي ما يقترب من خمسة أطفال، وإصابة أعداد مماثلة وجعلتهم يقتربون من الموت بصورة مباشرة، كل ذلك وهي تتنكر في صورة ملاك الرحمة.
وفي نهاية أبريل عام 1991، وبينما كانت بيفرلي أليت تستعد لإنهاء حياة طفل جديد يضاف إلى القائمة السوداء لضحاياه، أرسل لها القدر من يشهد على جريمتها ويكون كشفها على يده، حيث كانت زميلتها جازمين تمر بالصدفة من قرب المكان الذي تشغل فيه بيفرلي المناوبة، وفجأة شاهدتها وهي تذهب بالوسادة باتجاه رأس الطبيب وتُريد أن تمنع أنفاسه من الخروج، وهنا لم تتمالك الممرضة نفسها وأخذت تصرخ حتى تجمع العاملين بأكملهم ورأوا جرم بيفرلي بأنفسهم، ليتم استدعاء الشرطة وينتهي كل شيء، للأبد.
نهاية بيفرلي أليت في التحقيقات بدت بيفرلي أليت مجنونة بامتياز، على الرغم من أن حالتها لم تكن بكل هذا السوء إلا أنها لم تتخاذل في تأدية دور المجنونة أو المريضة نفسيًا، وبكل أسف أفلتت بيفرلي بذلك التمثيل المتقن وتم الحكم بوضعها في مصحة نفسية تحت الإشراف، ببساطة، لقد تمت معاملته معاملة المجانين لأنها ادعت ذلك الأمر، ولا تزال بيفرلي موجودة في المستشفى حتى الآن بذلك الادعاء.