شهدت منطقة عرب راشد بدائرة قسم شرطة حلوان، مساء اليوم، واقعة مؤسفة أسفرت عن مصرع سائق إثر مشاجرة نشبت بين عدد من الأهالي بسبب خلافات مرتبطة بـ لهو الأطفال، في حادثة أثارت حالة من الحزن بين سكان المنطقة، وسط تحركات عاجلة من الأجهزة الأمنية لضبط الجناة وفرض السيطرة الأمنية.
وبحسب المعلومات الأولية، تلقى قسم شرطة حلوان بلاغًا يفيد بحدوث مشاجرة عنيفة بين مجموعة من الأشخاص، وأنها تطورت إلى مشادة بالأيدي واستخدم فيها بعض المتهمين أدوات حادة، ما أسفر عن إصابة سائق بإصابات خطيرة أدت إلى وفاته في موقع الأحداث قبل محاولة إسعافه.
وعلى الفور، وجهت مديرية أمن القاهرة قوة أمنية بقيادة المقدم محمد مجدي، رئيس مباحث حلوان، للتحرك السريع إلى موقع البلاغ. وبمجرد وصول القوة جرى فرض طوق أمني حول المنطقة محل الواقعة، وبدأ فريق البحث الجنائي في فحص ملابسات الحادث والاستماع إلى أقوال شهود العيان الذين أكدوا أن بداية المشكلة كانت مشادة كلامية بسيطة بين أطفال، سرعان ما تطورت إلى خلاف كبير بين ذويهم.
وكشفت المعاينة المبدئية التي أجرتها فرق المباحث أن الضحية، وهو سائق في العقد الرابع من العمر، حاول التدخل لتهدئة الموقف، إلا أن الخلاف خرج عن السيطرة وتعرض للاعتداء من قبل عدد من المتهمين، ما أدى إلى إصابته إصابة قاتلة أنهت حياته في الحال.
وقامت سيارة إسعاف بنقل جثمان المجني عليه إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، التي بدأت بدورها مباشرة التحقيقات، وأمرت بتشريح الجثمان لبيان سبب الوفاة تفصيليًا، كما طالبت أجهزة الأمن بسرعة ضبط الجناة المتورطين في الحادث.
وتجري الأجهزة الأمنية حاليًا عمليات بحث موسعة في محيط المنطقة لضبط المتهمين، كما تم مراجعة كاميرات المراقبة الموجودة بالقرب من مسرح الجريمة لتحديد لحظة وقوع الاعتداء وتوثيق هوية المتورطين بدقة.
وأعرب عدد من أهالي عرب راشد عن حزنهم الشديد لما آلت إليه الأحداث، مطالبين بضرورة تغليظ العقوبات على المتسببين في مثل هذه الحوادث ومنع تحول المشادات البسيطة بين الأطفال إلى جرائم كبرى. كما ناشدوا الجهات الأمنية تكثيف التواجد الشرطي في المنطقة خلال الفترات التي تشهد تجمعات أو نشاطًا كبيرًا حفاظًا على أمن واستقرار المواطنين.
ولا تزال التحقيقات مستمرة لكشف كافة الملابسات والتأكد من عدد المتهمين ودوافع تطور المشاجرة إلى هذا الحد المأساوي، فيما ينتظر الأهالي قرار النيابة بشأن التصرف في الجثمان ومواعيد الدفن.
