

كشفت أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة، الخميس، تفاصيل واقعة أثارت الجدل خلال الساعات الماضية بعد ادعاء موظفة تعرضها للاختطاف على يد زميلتها في العمل بمساعدة أحد الأشخاص، قبل أن تفجر التحريات مفاجأة غير متوقعة، مؤكدة أن البلاغ المقدم مجرد ادعاء كاذب هدفه الانتقام وتصفية خلافات شخصية.
وتعود بداية الواقعة عندما تلقى قسم شرطة الهرم بلاغًا من سيدة تعمل موظفة، أكدت فيه أنها تعرضت للاختطاف عقب استقلالها سيارة خاصة، حيث أفادت في أقوالها أن شخصًا مجهولًا اعتدى عليها بالضرب داخل السيارة، ثم ألقى بها في منطقة الهرم. ووجهت السيدة أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى زميلتها في العمل، معللة ذلك بوجود خلافات سابقة بينهما. وأكدت في بلاغها أن زميلتها استعانت بصديقها لتنفيذ عملية الخطف المزعومة بغرض إيذائها.
وعقب تلقّي البلاغ، كلفت الأجهزة الأمنية فرق البحث بالتحقق من صحة ادعاءات السيدة، حيث تم فحص مسرح البلاغ وتتبع خط سيرها في يوم الحادث، بالإضافة إلى تفريغ كاميرات المراقبة القريبة من المنطقة محل الواقعة. وخلال ساعات قليلة، أسفرت عمليات الفحص والتحري عن مفاجأة كبيرة، إذ تبين عدم صحة البلاغ جملة وتفصيلاً، وأن الموظفة ادعت التعرض للخطف والاعتداء للإيقاع بزميلتها بسبب خصومة بينهما في العمل.
وأوضحت التحريات أن السيدة افتعلت الواقعة بالاتفاق مع صديقها، حيث اتفقت معه على مساعدتها في تمثيل حادث الخطف الوهمي، بهدف إلصاق التهمة بزميلتها وإثارة مشكلات قد تضر بسمعتها وعملها. كما كشفت التحريات أن المتهمة لم تتعرض لأي اعتداء حقيقي، وأن جميع الادعاءات جاءت على خلفية خلافات شخصية تطورت إلى محاولة الانتقام عبر تقديم بلاغ كاذب.
وبمواجهة الموظفة بنتائج التحريات، اعترفت تفصيليًا باختلاق القصة كاملة، مؤكدة أنها لجأت إلى هذا الأسلوب بسبب خلافات مع زميلتها، ما دفعها للادعاء زورًا بوقوع جريمة اختطاف واعتداء. وتمكنت قوات الأمن من ضبط مقدمة البلاغ وصديقها المتورط معها في فبركة الواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهما، فيما تمت إحالة المحضر إلى النيابة العامة التي بدأت التحقيق في ملابسات تقديم البلاغ الكاذب والتهم المنسوبة للمتهمين.
وتحذر الجهات الأمنية من خطورة البلاغات الكيدية، مؤكدة أن هذا النوع من البلاغات يهدر وقت وجهد أجهزة الأمن، ويعد جريمة يعاقب عليها القانون، بالإضافة إلى ما تسببه من أضرار نفسية واجتماعية للأشخاص الذين يتم الزج بأسمائهم دون وجه حق.




