
في ظهور صريح ومليء بالرسائل الإنسانية، تحدثت الفنانة المصرية ياسمين عبدالعزيز عن أبرز الدروس التي خرجت بها من عام 2025، مؤكدة أن هذا العام كان محوريًا في حياتها الشخصية والمهنية، وأنه غيّر كثيرًا من نظرتها للأشخاص من حولها ولذاتها أيضًا.
وجاء حديثها خلال لقائها في برنامج “معكم” الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي، حيث كشفت ياسمين عن مشاعرها بوضوح وصدق أثار تفاعلًا واسعًا من جمهورها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت الفنانة إنها أدركت خلال العام الحالي أن أكثر ما تحتاجه في هذه المرحلة هو الاهتمام بنفسها، بعد أن قضت سنوات طويلة تُعطي دون أن تنتبه لما تحتاجه روحها وطاقتها الداخلية. وأضافت أنها كانت تمنح الحب والدعم لكل من حولها، سواء داخل دائرة الأصدقاء أو في محيط العمل أو في العلاقات الاجتماعية، لكنها نسيت أهم شخص في حياتها: “ياسمين” نفسها.
وتابعت بلهجة ملؤها العزم، أنها وصلت إلى قناعة راسخة بأن الثقة لا يجب أن تُمنح للجميع، قائلة:
“اتعلمت درس كبير في 2025.. وهو إني ماثقش في حد غير ربنا. أنا اديت كل اللي حواليّا، لكن نسيت أدّي ياسمين. ودلوقتي لازم أحب نفسي وأبسطها.”
هذه الكلمات التي نطقتها بنبرة امتنان ممزوجة بالألم لم تكن مجرد جملة عابرة، بل حملت ما يشبه الاعتراف العلني بجراح وصدمات وتجارب شخصية مرّت بها الفنانة خلال الأشهر الماضية، والتي أثرت بوضوح على نفسيتها، ودعتها لإعادة تقييم علاقاتها، وحتى طريقة تعاملها مع ذاتها.
ولم تُخفِ ياسمين أن التجارب الصعبة ليست دائمًا خسارة، بل قد تكون أحيانًا نقطة انطلاق جديدة، مشددة على أن ما تمر به كل امرأة من ضغوط أو خذلان أو صدمة يجب أن يتحول إلى قوة دافعة، وليس إلى نقطة انهيار. وتحدثت عن أهمية أن يتعلم الإنسان وضع الحدود مع الآخرين، وأن يدرك أن سلامه النفسي لا يقل أهمية عن أي نجاح آخر.
وعلى الصعيد الفني، تستعد ياسمين عبدالعزيز للعودة القوية في الموسم الرمضاني المقبل من خلال مسلسل “وننسى اللي كان” المقرر عرضه في رمضان 2026. ويعد المسلسل خطوة جديدة في مسيرتها، حيث يعود بها إلى الدراما الاجتماعية ذات الطابع الإنساني، بعد سلسلة من الأعمال الناجحة التي قدمتها خلال السنوات الماضية.
وتعيش الفنانة حالة من الحماس تجاه العمل الجديد، الذي بدأت التحضيرات له قبل أسابيع، وتحاول من خلاله تقديم رؤية درامية مختلفة تتوافق مع المرحلة الجديدة من حياتها، سواء على المستوى الفني أو الشخصي. وتشير مصادر مقربة من فريق العمل إلى أن المسلسل سيحمل مجموعة من المفاجآت على مستوى القصة، بالإضافة إلى مشاركة نجوم كبار في البطولة إلى جانب ياسمين.
ولم يكن تصريح ياسمين خلال البرنامج مجرد حديث عابر، بل جاء بمثابة رسالة دعم للنساء اللواتي يمررن بتجارب مشابهة، خاصة فيما يتعلق بالثقة بالآخرين وتقديم الذات في مرتبة متأخرة. وقد لاقت كلماتها تداولًا واسعًا، وأشاد متابعوها بجرأتها وشفافيتها، معتبرين أن هذا النوع من التصريحات يساهم في كسر الصورة النمطية عن الفنانين باعتبارهم يعيشون حياة مثالية خالية من الضغوط.
كما عبّر العديد من الفنانين عن دعمهم لها عبر منصات التواصل، مؤكدين أنها شخصية قوية وقادرة على تجاوز أي تحدٍ، وأن نجاحها في الاستمرار وتحقيق الإنجازات الفنية رغم الظروف يعد دليلًا على قوة إرادتها.
ويبدو أن عام 2026 يحمل بداية جديدة للفنانة، ليس فقط على مستوى الدراما الرمضانية، بل أيضًا على مستوى علاقتها بنفسها، حيث أعلنت بوضوح أنها ستضع راحتها النفسية في مقدمة أولوياتها، وستمنح نفسها ما حُرمت منه طويلًا من الاهتمام والتقدير.
ومع تصريحاتها الأخيرة، بدا واضحًا أن ياسمين عبدالعزيز تدخل مرحلة أكثر نضجًا وهدوءًا، مقتنعة بأن الحياة لا تمنح دروسها مجانًا، وأن كل ما يحدث يساهم في بناء شخصية أقوى وأكثر وعيًا. ورغم ما مرّت به، فإن الفنانة تؤكد أن المستقبل بالنسبة لها يحمل الكثير من التفاؤل، وأنها “على موعد مع بداية جديدة” كما قالت، تليق بما قدمته وتستحقه كفنانة وإنسانة.


