توب ستوريخدمي

محمد صبيح.. عندما تتحول الشهرة إلى وجع

سُئل الفنان محمد صبيح عن أكثر ما يزعجه في حياته، فأجاب بصراحة وبصوت يملؤه تأمل: إن شغله في السينما سبب له الكثير من المشاكل مع الناس، خاصة أولئك الذين يعتقدون أن الشخصيات الشريرة التي يجسدها على الشاشة تعكس حقيقته في الواقع.

 

وأضاف صبيح قائلاً إنه في إحدى المرات كان واقفًا مع ابنه أمام فاترينة محل شهير، وفجأة توقفت بجوارهما فتاة صغيرة، تمسك يد أمها وتقول بصوت واثق: “ماما… الحرامي اللي بيطلع في السينما أهه!”، وكأنها ترى في الشاشة مرآة للحقيقة المطلقة.

 

حاولت الأم تصحيح مفهوم ابنتها على الفور، لكن الصغيرة لم تكتفِ بالكلام، بل أمسكت يدها وقالت لها: “طيب تعالي يا بنتي نروح نشتري من أي حتة تانية… ولا بناقص شرا النهارده خالص”. كانت براءة الطفلة ومثابرتها على تصديق الصورة السينمائية صدمة للفنان، الذي شعر حينها بثقل الشهرة وما تحمله من سوء فهم لدى الناس.

 

ربما كان يمكن لمحمد صبيح أن يتفهم في لحظة من اللحظات أن هذا هو ثمن النجاح، وأن النظرة الخاطئة للأطفال للشرير على الشاشة هي دليل على قوة أدائه كممثل. لكن ما أحسسه بحق كان لحظة النظرة التي التقطها في عين ابنه، الطفل الذي لم يكن قادرًا بعد على استيعاب كل تلك التعقيدات، كل تلك الموازين بين الفن والواقع، بين الدور والشخصية.

 

قال صبيح إنه شعر حينها أن الشهرة ليست دائمًا جميلة أو سهلة، وأنها تأتي مع مسؤوليات خفية، وأحيانًا مع وجع لا يراه سوى القلب، وخصوصًا قلب الوالد الذي يرى طفله يتأثر بما يراه على الشاشة. إنه وجع من نوع خاص، وجع يذكرك أن الفن قوة، لكنه أيضًا تجربة لا تخلو من الألم.

 

واختتم صبيح حديثه بالتأكيد على أن هذا الموقف، على قسوته، جعله يعيد النظر في كل دوره، وفي طريقة تعامله مع الجمهور، ومع فكرة الشهرة نفسها، التي قد تكون حلوة على مستوى الإنجاز الفني، لكنها قد تحمل في طياتها صدمة ووجعًا إنسانيًا حقيقيًا، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالأطفال الذين يربطون بين الواقع والخيال بلا تمييز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى