
استضاف برنامج «حديث القاهرة» على قناة «القاهرة والناس» الفنان والمخرج محمد أبو داوود، الذي قدم خلال الحلقة قراءة شاملة لمسيرة الفنان الكبير يوسف وهبي، مؤكدًا دوره المحوري في تاريخ المسرح والفن المصري، ومدى تأثيره على الأجيال اللاحقة من الفنانين.
يوسف وهبي: فنان استثنائي وقيادي
وصف أبو داوود يوسف وهبي بأنه فنان استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، موضحًا أنه كان يتمتع بروح مرحة ودم خفيف، ما جعله قريبًا من جمهوره. وأشار إلى أن وهبي لم يكن مجرد ممثل على خشبة المسرح، بل كان قائد فرقة فنية كاملة، قادرًا على اكتشاف المواهب وتنميتها، وصنع جيل من النجوم الذين تركوا بصمة واضحة في المشهد الفني المصري.
وأضاف أبو داوود أن شخصية وهبي القوية ساعدته على التكيف مع مختلف تحديات الحياة الفنية والمسرحية في زمنه، مؤكدًا أن التفاني والإصرار على تقديم عروض مسرحية يومية دون كلل جعلا اسمه راسخًا كأحد أعمدة المسرح المصري.
الموهبة والفكاهة
أوضح أبو داوود أن قوة وهبي لم تكن منفصلة عن حسه الكوميدي الفطري وروحه المرحة، حيث كان محبوبًا بين الجمهور ويعرف كيف يكسب احترامهم وثقتهم. وقال: “كان يوسف وهبي قريبًا جدًا من جمهوره، يلمس قلوبهم، ولا يقتصر دوره على الأداء الفردي بل كان قائدًا ومدربًا وملهمًا”.
وأشار إلى أن هذه الصفات جعلت وهبي ليس مجرد ممثل أو مخرج، بل مدرسة فنية متكاملة تضم بداخله الإبداع، والقيادة، والإصرار على تقديم فن راقٍ ومؤثر.
دور يوسف وهبي في بناء الجيل الفني
تطرق أبو داوود إلى أثر يوسف وهبي في اكتشاف وتنمية المواهب الشابة، مؤكدًا أن أعماله ومبادراته في المسرح ساعدت على بناء جيل من الفنانين الذين حملوا لواء المسرح المصري عبر العقود الماضية. وأضاف أن هذا الجانب القيادي جعل وهبي نموذجًا خالدًا للفنان الذي لم يكتفِ بالمجد الشخصي، بل عمل على بناء جسور فنية قوية تقف شامخة عبر الأجيال.
قصص وتجارب شخصية مع الرواد
روى محمد أبو داوود بعض التجارب والذكريات الشخصية مع الفنانين الكبار، مشددًا على أهمية التعلم من خبراتهم واحترافهم. وأكد أن الرواد كانوا مثالاً للتفاني والانضباط في العمل، وأن الحفاظ على تراثهم وتقديره يُعد مسؤولية مشتركة لجميع العاملين في المجال الفني اليوم.
وأضاف أبو داوود: “يجب أن نفهم أن الفن المصري غني بالرموز الذين بنوا تاريخًا حقيقيًا، وأن يوسف وهبي يمثل نموذجًا للفنان الذي جمع بين الموهبة والإبداع والقيادة والتفاني في العمل”.
أهمية الحفاظ على تاريخ الفن المصري
اختتم أبو داوود حديثه بالتأكيد على ضرورة تقدير الفنانين الرواد والحفاظ على إرثهم الفني، مشددًا على أن دراسة أعمالهم والتعرف على مسيرتهم الفنية يعد واجبًا أخلاقيًا وفنيًا لكل جيل جديد من الفنانين. ولفت إلى أن يوسف وهبي شكل مدرسة متكاملة للفن المصري، حيث جمع بين الأداء المسرحي الراقي، والقيادة، وصناعة المواهب، وهو ما يضعه في مكانة فريدة بين رموز الفن العربي.



