
أكدت خبيرة العلاقات الأسرية نسرين خليل أن «الأمان» يُعدّ ركناً أساسياً في نجاح العلاقة الزوجية واستمرارها، مشيرة إلى أنه يمثل الشعور بالطمأنينة والراحة النفسية والعاطفية التي تسمح للشريكين بالتعبير عن أفكارهما ومشاعرهما بحرية، بعيداً عن الخوف من الرفض أو النقد أو التقليل من الشأن.
وأوضحت خليل، أن الأمان الزوجي هو مجموعة من المشاعر المتداخلة التي تمنح الطرفين الثقة والاستقرار والقدرة على الاعتماد المتبادل، لافتة إلى أن الزوجة أو الزوج الذي يشعر بالأمان يكون أكثر قدرة على التواصل بصراحة، واتخاذ القرارات بثقة، وبناء علاقة طويلة الأمد تقوم على الاحترام والدعم.
الأمان أساس الثقة والسكينة
وأكدت الخبيرة أن الأمان الذي يمنحه الرجل للمرأة — أو العكس — هو أساس الحب والاحترام والكفاية، وهو المفتاح الذي يفتح أبواب الثقة والسكينة بين الزوجين. كما شددت على أن الأمان لا يقتصر على الجانب العاطفي فقط، بل يشمل أبعاداً نفسية ومادية وجسدية ووجودية، ما يجعله عاملاً محورياً في استقرار الأسرة.
وتابعت خليل أن وجود الأمان في العلاقة يعني أن يشعر كل طرف بأن شريكه هو السند الحقيقي في الأوقات الصعبة، وأنه قادر على دعمه، واحترام احتياجاته، وفهم مشاعره دون تقليل أو تجريح، مؤكدة أن هذه المشاعر تبني علاقة قوية قادرة على تجاوز الخلافات والتحديات.
الأمان ضروري لعلاقة مستقرة وصحية
وأشارت إلى أن الأمان الزوجي يعزز القدرة على حلّ النزاعات بطريقة صحية، ويعمّق الروابط العاطفية، ويمنح الطرفين مساحة للتعبير عن الذات دون خوف من الأذى أو التقليل. وأضافت أن الشريك الذي يشعر بالأمان يمتلك القدرة على النمو والتطور، ليس فقط على المستوى العاطفي، بل أيضاً على المستوى الشخصي والاجتماعي.
ووفقاً لخليل، فإن غياب الأمان يؤدي إلى توتر مستمر، وقلق عاطفي، وضعف في التواصل، ما يمهد لتفاقم المشاكل بين الزوجين. ولهذا، ذكرت أن تعزيز الأمان يعدّ ضرورة وليس رفاهية، لضمان علاقة صحية ومستقرة.
عناصر الإحساس بالأمان في العلاقة الزوجية
وقد عددت الخبيرة أبرز عناصر الأمان في العلاقة، مؤكدة أنها تشمل:
1. الأمان العاطفي
وهو القدرة على الحديث بصدق وحرية عن المشاعر دون خوف من السخرية أو الرفض، إضافة إلى احترام المشاعر والاحتياجات، والشعور بأنك محل تقدير وأهمية، وبأن الخيانة أو الاستغلال ليست احتمالاً قائماً.
2. الأمان النفسي
ينشأ من الشعور بالقبول غير المشروط، والقدرة على التعبير دون خوف، والشعور بأنك لست مضطراً لارتداء أقنعة أو التصنع. وهو ما يمنح الشريك مساحة ليكون على طبيعته تماماً.
3. الأمان المادي
ويتعلق بتوفير احتياجات الحياة الأساسية: المسكن، الطعام، الصحة، التعليم، والدخل المستقر. كما يشمل القدرة على إدارة الأزمات المالية، وتجنب الديون، والاعتماد المتبادل في مواجهة الظروف الطارئة.
4. الأمان الجسدي والوجودي
ويشمل الحماية من العنف أو التهديد، وتوفير بيئة مستقرة خالية من النزاعات. كما يتضمن الشعور بالانتماء، والدعم المتبادل، والقدرة على مواجهة الأزمات كفريق واحد.
وأكدت خليل أن اجتماع هذه العناصر يخلق حالة من الانسجام والاطمئنان داخل الأسرة، ويجعل العلاقة الزوجية أكثر عمقاً ونضجاً وقدرة على الاستمرار.




