في يوم الشوكولاتة العالمي، يثار التساؤل حول السر وراء الجاذبية القوية التي تمتلكها الشوكولاتة على الناس. فالجميع يحبها، من الأطفال إلى الكبار وكبار السن، وتعتبر مصدرًا للمتعة والهروب المؤقت من ضغوط الحياة.
والجواب يكمن في العقل، فالأبحاث الحديثة في علم الأعصاب كشفت عن الارتباط الوثيق بين الشوكولاتة والدماغ، والمواد الكيميائية التي تحفز الإدمان والمتعة المرتبطين باستهلاكها. لذلك، يجب علينا التعمق في فهم الآليات التي تجعل الشوكولاتة مغرية للغاية، وكيف تؤثر على عمل الدماغ.
ماذا يحدث لعقلك عندما تأكل الشوكولاتة
الرابط بين الشوكولاتة والدماغ
هناك العديد من الأطعمة لصحة الدماغ، وتعتبر الشوكولاتة إحداها، وقد أخبرت كاريشما جثمالاني، أخصائية علم النفس العصبي وإعادة التأهيل والطب الرياضي، مستشفى سير إتش إن ريلاينس، بعض النقاط حول العلاقة بين الشوكولاتة والدماغ وهي كما يلي:
الشوكولاتة تنشط الدماغ
عندما نستهلك الشوكولاتة، تلعب العديد من مناطق الدماغ والمواد الكيميائية دورها، تبدأ المتعة الأولية مع براعم التذوق على ألسنتنا، واكتشاف النكهات الحلوة أو المرة، ثم يتم إرسال المعلومات إلى مناطق معالجة التذوق الأولية في الدماغ، والتي تقيّم مذاق الشوكولاتة.
تحفز الشوكولاتة مراكز المكافأة في الدماغ
تحفز الشوكولاتة مراكز المكافأة في الدماغ، مثل المخطط البطني، من خلال إطلاق الناقلات العصبية مثل الدوبامين والإندورفين، هذه المواد الكيميائية تخلق شعورًا بالسعادة والمكافأة وحتى النشوة، إنه تنشيط مسار المكافأة الذي يساهم في إدمان الشوكولاتة.
رؤية الشوكولاتة أو شمها يزيد من الرغبة الشديدة
تلعب قشرة الفص الجبهي، الموجودة في الجزء الأمامي من الدماغ، دورًا مهمًا في اتخاذ القرار والتحكم في الانفعالات، وعندما نرى الشوكولاتة أو نشمها، تصبح قشرة الفص الجبهي نشطة، وتقيّم مدى الرغبة والمكافأة في الانغماس فيها، يمكن أن يؤثر هذا التقييم على عملية صنع القرار لدينا ويساهم في الترقب والرغبة الشديدة التي نمر بها.
تؤثر الشوكولاتة على مستويات السيروتونين في الدماغ
تحتوي الشوكولاتة على مركبات يمكن أن تؤثر على مستويات السيروتونين في الدماغ، والسيروتونين هو ناقل عصبي يشارك في تنظيم المزاج ومشاعر الرفاهية، ويزيد استهلاك الشوكولاتة من توافر التربتوفان أيضًا، وهو حمض أميني ضروري لإنتاج السيروتونين، وهذا يساهم في تحسين الحالة المزاجية والتأثيرات الممتعة لتناول الشوكولاتة.
هل الشوكولاتة مفيدة للصحة؟
وفقًا للخبراء، فإن فهم التأثيرات العصبية لاستهلاك الشوكولاتة يمكن أن يساعدنا بالتأكيد في الاستفادة من الفوائد الصحية للشوكولاتة، يمكن استخدام خصائص تحسين الحالة المزاجية للسيروتونين وخصائص الدوبامين التي تحفز المتعة باعتدال لتعزيز رفاهيتنا، وقد تمت دراسة فوائد الشوكولاتة الداكنة على وجه الخصوص على نطاق واسع .
ومع ذلك، في حين أن الشوكولاتة يمكن أن تكون علاجًا لذيذًا، يمكن أن يكون هناك العديد من الآثار الجانبية لتناول الكثير من الشوكولاتة، فقد يساهم المحتوى العالي من السكر والسعرات الحرارية في زيادة الوزن ومشكلات صحية أخرى، بالإضافة إلى ذلك، مع مرور الوقت، يمكن أن يتسبب استهلاك الشوكولاتة المتكرر في حدوث تغييرات في نظام المكافآت، مما يجعلنا نتوق إلى المزيد لتحقيق نفس المستوى من الرضا، وبالتالي يمكن أن تؤدي هذه الدورة إلى سلوكيات شبيهة بالإدمان.
كيف توقف الرغبة الشديدة في تناول الشوكولاتة؟
للتحكم في الرغبة الشديدة، من المفيد الانخراط في أنشطة ممتعة أخرى أو إيجاد بدائل صحية، يمكن أن يؤدي ممارسة الرياضة البدنية أيضًا إلى تحفيز إفراز الإندورفين، مما يوفر تعزيزًا طبيعيًا للمزاج.
إن فهم مناطق الدماغ المرتبطة بالإدمان، مثل نظام المكافأة وقشرة الفص الجبهي، يمكن أن يمكّننا من اتخاذ خيارات واعية، ويمكن أن يساعد تطوير استراتيجيات مثل الأكل الواعي ووضع حدود لتناولها وطلب الدعم عند الحاجة في إدارة الرغبة الشديدة والحفاظ على توازن صحي.