الخميس 20 نوفمبر 2025 – السادسة صباحًا، كانت بداية واحدة من أبشع الوقائع التي شهدتها منطقة الهرم خلال الأيام الماضية، بعدما تحولت محاولة سيدة شابة لإنقاذ زوجها إلى نهاية مأساوية، انتهت بسقوطها من الطابق الرابع جثة هامدة، في واقعة حبست أنفاس الأهالي وأثارت حالة كبيرة من الذهول.
بداية القصة: صداقة انتهت بخيانة ثم انتقام
التحقيقات كشفت أن الأحداث بدأت عندما اكتشف شاب في الثلاثينيات من العمر أن صديقه المقرب – الذي اعتاد دخول بيته كأحد أفراد الأسرة – قد أقدم على سرقة بعض المتعلقات من منزله. شعور الخيانة دفعه إلى استدراج صديقه إلى شقته لمواجهته بما ارتكبه، لكن المواجهة تحولت سريعًا إلى مشاجرة انتهت بتعديه عليه بالضرب وتقييده بالحبال داخل الشقة.
الصداقة التي استمرت سنوات تحولت في لحظات إلى خصومة حادة مدفوعة بالغضب والرغبة في الانتقام، بينما ظل الزوج المقيد عاجزًا عن الدفاع عن نفسه.
زوجة المجني عليه تدخل دائرة الخطر
عندما علمت زوجة المجني عليه بما حدث، هرعت إلى موقع الحادث في محاولة لإنقاذ زوجها وتهدئة الأمور معتقدة أنها تستطيع حل الخلاف بينهما. لكنها بمجرد دخول الشقة فوجئت بأنها أصبحت هي الأخرى محتجزة، إذ هدّدها المتهم بأنها لن تغادر المكان وأن مصيرها مرتبط بما سيقرره هو.
السيدة الشابة دخلت في حالة من الذعر الشديد بعد أن رأت زوجها مقيّدًا ومصابًا بجروح بالغة، ومع تصاعد تهديدات المتهم لم تجد أمامها سوى نافذة الشقة في محاولة يائسة للهرب.
السقوط المأساوي
ما إن حاولت الزوجة القفز من النافذة بحثًا عن النجاة، حتى فقدت توازنها وسقطت من الطابق الرابع، لتفارق الحياة في الحال أمام أنظار المارة الذين سمعوا صوت ارتطامها بالأرض فسارعوا إلى إبلاغ الشرطة.
المتهم، بعد رؤيته لجثة السيدة ملقاة أسفل العقار، فر هاربًا تاركًا صديقه مقيدًا داخل الشقة، بينما ظل الزوج يستمع إلى صراخ الموجودين أسفل العقار غير قادر على الحركة.
تحرك عاجل من الأمن
الرائد مصطفى الدكر، رئيس مباحث الهرم، تلقى بلاغًا من الأهالي يفيد بسقوط سيدة من أعلى عقار. فور انتقال القوات إلى مكان الواقعة، عثروا على جثة سيدة في العقد الثالث من العمر، وبتمشيط مكان السقوط تم التوصل إلى الشقة التي خرجت منها، ليتم العثور على زوجها مقيدًا بالحبال داخلها.
وبعد فحص أولي وسماع أقوال الزوج أمام العميد عمرو حجازي، رئيس مباحث قطاع الغرب، أكد أن صديقه استدرجه واحتجزه انتقامًا منه لسرقة بعض متعلقاته، وأن زوجته حضرت للتوسط فقام المتهم باحتجازها وهددها، قبل أن تحاول الهرب وتسقط من النافذة.
القبض على المتهم
قامت أجهزة الأمن بنشر عدة أكمنة بقيادة العقيد محمد الجوهري مفتش مباحث الهرم، وتمكنت من ضبط المتهم خلال ساعات قليلة. وبمواجهته اعترف تفصيليًا بتقييد صديقه واحتجازه بدافع الانتقام، مؤكدا أنه لم يقصد سقوط الزوجة لكنه اعترف بتهديدها ومنعها من المغادرة.
وتستكمل النيابة تحقيقاتها في الواقعة، بينما تسود حالة من الحزن الشديد بين الأهالي بسبب نهاية مفجعة دفعت فيها سيدة ثمن تدخلها لإنقاذ زوجها.
