فن

“ليلة غرام”.. “أفيش” فيلم يلخص أحوال مصر قبل 71 عامًا

لخّص “أفيش” فيلم “ليلة غرام”، للمخرج أحمد بدرخان، والذي عرض في سنة 1951، أحوال مصر قبل نحو 71 عامًا، وواقع السينما والفن في تلك الفترة.

وتحدث الكاتب ناصر عراق، في مقال “أفيش فيلم (ليلة غرام)… يلخص أحوال مصر قبل 71 عامًا”، المنشور في جريدة “الوفد”، أن “أفيش سينمائي واحد قادر على تلخيص عصر بأسره”.

وأوضح أن “فيلم (ليلة غرام) الذي أخرجه أحمد بدرخان وعرض للمرة الأولى في سينما أوبرا بالقاهرة يوم 12 مارس 1951، وفقا لما ذكره المؤرخ والناقد السينمائي محمود قاسم في موسوعته عن السينما المصرية، وهو أول فيلم للنجمة مريم فخر الدين، حيث شاركها البطولة جمال فارس ابن الممثل العتيد عباس فارس، ومعهم محمود المليجي وزينب صدقي وحسين رياض وماجدة”

وبين أنه “من خلال الأفيش يمكن فهم طبيعة العصرالذي ظهر فيه هذا الفيلم. يتصدر الأفيش صورة للنجمة مريم فخر الدين وهي تمنح ابتسامة رائقة، بينما يقف عن يمينها جمال فارس بحجم صغير مرتديًا ملابسه الرسمية، وعند صدر مريم نطالع صورة أصغر لعباس فارس بالطربوش”.

وذكر أنه “أعلى الأفيش على اليمين نقرأ (منتج شاطئ الغرام يقدم فيلم سنة 1951)، وتحتها بخط صغير (القصة الحائزة على جائزة فاروق الأول للقصة المصرية) دون أن يذكروا اسم القصة ولا اسم المؤلف!”.

ولفت إلى أنه حين شاهد الفيلم عرف أنه مأخوذ عن رواية (لقيطة) التي كتبها محمد عبدالحليم عبدالله وصدرت عام 1945، الأمر الذي يؤكد أن مصر، في زمن الفيلم، كانت تطلق مسابقات مرموقة في فن القصة تحمل اسم حاكم البلاد شخصيًا.

ولعلك لاحظت أيضًا، أنهم أطلقوا على (الرواية) اسم (القصة)، ذلك أن كلمة (رواية) آنذاك كانت خاصة بالمسرح، فكانوا يكتبون فرقة الريحاني تقدم (رواية) كذا، ويبدو أن اسم (قصة) ظل مسيطرًا حتى منتصف الستينيات، ففد كتبوا في مقدمة فيلم (بين القصرين) هذه العبارة: (قصة الكاتب الكبير نجيب محفوظ)، والفيلم عرض سنة 1964″.

وذهب إلى أن “ما كتب في مستطيل أسود بحروف بيضاء، وهو (حاليًا بسينما أوبرا بالقاهرة هواء مكيف/ الترجمة الفرنسية على نفس الشريط)، أي أن دور السينما في مصر قبل 71 عامًا عرفت الطريق إلى وجود المكيفات المركزية، كما أن وجود ترجمة فرنسية للفيلم تعني أن هناك جالية فرنسية كبيرة العدد تعيش في مصر تحرص على ارتياد السينما، لدرجة أن المنتج قام بإعداد ترجمة لهذه الجالية”.

وتابع:”ونقرأ بخط صغير في نهاية الأفيش: (وبسينما رجب بالسويس وسلمى بالزقازيق وفاروق بدمنهور والمحلة الجديدة بالمحلة، ومن الاثنين 19 مارس بسينما مصر بطنطا وفاروق بالإسماعيلية واللبان بدمياط وعدن بالمنصورة، وقريبًا بسينما فريال بالإسكندرية، ومن 26 مارس بسينما روكسي ببيروت وسينما دمشق بدمشق)”.

ونوه بأنه “من المؤسف لا وجود لأي دار سينما في وجه قبلي، كما أن الفيلم المصري كان له حضور قوي في سوريا ولبنان. يبقى أن تعرف أن عدد المصريين في ذلك الوقت بلغ نحو 21 مليون نسمة، بينما عدد الذين ارتادوا السينما في مصر سنة 1951 وصل إلى 92 مليون فرد وفقا لما ذكره الدكتور ضياء مرعي في دراسته المنشورة في كتاب (السينما المصرية… النشأة والتكوين)”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى