اتخذت الحكومة اللبنانية خلال الأيام الأخيرة خطوات جديدة لفتح مسار تفاوضي مع إسرائيل، في ضوء مبادرة الرئيس اللبناني جوزيف عون التي أعلن خلالها، في عيد الاستقلال، استعداد بلاده للدخول في مفاوضات مباشرة برعاية دول صديقة ودعم من دول شقيقة، بهدف التوصل إلى تسوية تُنهي التوتر في الجنوب.
وقال مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» في لبنان أحمد سنجاب، في رسالة متلفزة، إن المبادرة تبلورت بتعيين شخصية مدنية لرئاسة الوفد اللبناني المشارك في اجتماعات اللجنة التقنية العسكرية، في خطوة تعكس رغبة بيروت في إضفاء طابع سياسي ودبلوماسي على أي حل مرتقب للوضع الحدودي.
وأشار سنجاب إلى أن إشراك وفد مدني ضمن الاجتماعات التي تضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل والجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» يترجم جدية بيروت في الدفع نحو مفاوضات تؤدي إلى وقف كامل للأعمال العدائية ووقف الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، إلى جانب معالجة الملفات العالقة وفي مقدمتها تحرير الأراضي الخمس التي لا تزال تحت الاحتلال، والإفراج عن الأسرى اللبنانيين المعتقلين خلال عدوان العام الماضي.
ولفت مراسل «القاهرة الإخبارية» إلى أن هذه الاتصالات تُعد خطوة تمهيدية نحو اتفاق لترسيم الحدود البرية مع إسرائيل، على غرار الإنجاز الذي تحقق في ملف الحدود البحرية عام 2022، وذلك بالتزامن مع زيارة وفد من ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لبيروت، حيث أجرى لقاءات رسمية شملت الرئيس جوزيف عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة ووزير الخارجية، دعماً للمسار التفاوضي وتثبيت الاستقرار في الجنوب.
وفي سياق متصل، أوضح سنجاب في مداخلة سابقة على القناة أن تعيين سيمون كرم رئيسًا للوفد المدني في اجتماعات «لجنة الميكانيزم» بالناقورة جاء استجابة لمطالبات مستمرة من الوسطاء منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أكدت المبعوثة الأمريكية مورجن أوريجوس على أهمية إشراك مدنيين في المحادثات خلال زيارتها الأولى لبيروت عقب الاتفاق، وكذلك خلال زيارتها الأخيرة الشهر الماضي.
