توب ستوريخدمي

كيف خدعت شائعة واحدة ملايين المستخدمين على فيسبوك؟

شهدت منصّة فيسبوك خلال الأيام الأخيرة حالة غير مسبوقة من الجدل الرقمي بعدما انتشرت شائعة تزعم إصدار صوت جديد عند استخدام تفاعل “هاها” (Haha) على المنشورات، وهي الشائعة التي جذبت انتباه الملايين ودَفعت المستخدمين لتجربتها، قبل أن يتبين أنها مجرد خدعة هدفها الأساسي رفع نسبة التفاعل على بعض المنشورات.

وبدأت القصة عندما تداول آلاف المستخدمين منشورات تشير إلى أن فيسبوك أضاف مؤثرًا صوتيًا جديدًا لتفاعل الضحك، على أن يسمع المستخدم صوتًا عند الضغط على أيقونة “هاها”.

وتضمنت معظم المنشورات عبارات ساخرة وتشجيعية، مثل “اضغط على هاها واسمع الصوت الجديد” أو “جرّب قبل ما تتفضح قدام أهلك”، وهو ما أثار فضول المستخدمين وأدى إلى انتشار الظاهرة بسرعة لافتة عبر تطبيق فيسبوك.

لكن، ووفقًا للمتخصصين، فإن الأمر لا يتجاوز كونه شائعة رقمية مصممة لاصطياد التفاعل، حيث يعتمد منشئو هذا النوع من المحتوى على إثارة الفضول وتحفيز المستخدم على الضغط والتفاعل، ما يؤدي بدوره إلى رفع معدل انتشار المنشور بفضل خوارزميات منصة Meta التي تفضّل المحتوى ذي معدل التفاعل العالي.

لا وجود لأي صوت لتفاعل «هاها»

وبحسب المعلومات التقنية المؤكدة، فإن فيسبوك لم يسبق أن أضاف أي مؤثرات صوتية إلى تفاعلات المنشورات منذ إطلاقها عام 2016. وتشمل هذه التفاعلات: Like، Love، Haha، Wow، Sad، Angry، ولم يقترن أي منها في أي وقت بصوت، سواء على التطبيق الأساسي أو نسخة الويب.

كما لم تُصدر شركة Meta أي تحديث رسمي يفيد بوجود مؤثر صوتي جديد أو تغييرات في نظام التفاعلات. وبالتالي، فإن كل ما يروج على المنصة لا يعدو كونه محتوى وهميًا هدفه زيادة التفاعل.

سبب انتشار الشائعة

يرى خبراء وسائل التواصل الاجتماعي أن انتشار “ترند صوت الهاها” يعكس إحدى أشهر الظواهر الرقمية المعروفة بـ “صيد التفاعل”، والتي تعتمد على:

  • خلق محتوى مثير أو مضلل يدفع المستخدمين للضغط أو التفاعل.

  • استغلال فضول الجمهور وسرعة مشاركة المحتوى الطريف أو الغريب.

  • استفادة الناشرين من النظام الخوارزمي الذي يمنح الأفضلية للمنشورات ذات التفاعل المرتفع.

ويميل المستخدمون إلى مشاركة هذه الشائعات دون التحقق من مصداقيتها، خاصة إذا صيغت بطريقة كوميدية أو تحمل “تحديًا” خفيفًا يثير الفضول.

الخلط بين فيسبوك وماسنجر

وبحسب محللين، فإن جزءًا من انتشار هذه الشائعة يعود إلى الخلط بين تفاعلات فيسبوك وتحديث كان قد ظهر على تطبيق ماسنجر عام 2021، حيث أتاح التطبيق للمستخدمين إرسال إيموجي مصحوب بأصوات ضمن المحادثات الخاصة، وهو ما لا علاقة له بتفاعلات المنشورات العامة على فيسبوك.

خلاصة الأمر

تؤكد الحقائق التقنية والشواهد الرسمية أن تحديث “صوت هاها” غير موجود نهائيًا، وأن الانتشار الأخير لا يتجاوز كونه موجة تفاعل عابرة صنعتها خوارزميات السوشيال ميديا وطبيعة المحتوى الطريف الذي يجد رواجًا سريعًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى