
نصائح من أشهر خبراء العلاقات حول العالم
في عالم يموج بالضغوط والانشغالات، أصبحت المحافظة على علاقة حب مستقرة ومفعمة بالدفء من أصعب التحديات. ومع تزايد حالات الانفصال والبرود العاطفي، يبحث الكثيرون عن وصفة سحرية تضمن استمرار الحب وتجعل الشريك لا يستطيع الاستغناء عن وجود الطرف الآخر في حياته.
خبراء العلاقات حول العالم حاولوا تقديم إجابات واقعية وعملية، بعيدًا عن النصائح النمطية، مستندين إلى دراسات علمية وتجارب آلاف الأزواج.
كن نفسك بصدق ولا تتصنع الكمال
يشير عالم النفس الأمريكي آرثر آرون (Arthur Aron)، المتخصص في دراسات الحب والعلاقات، إلى أن أكثر العلاقات نجاحًا هي تلك التي يُظهر فيها الطرفان شخصيتهما الحقيقية دون تكلّف.
يقول آرون إن “التوسّع الذاتي” داخل العلاقة — أي أن ينمو كل شريك بفضل الآخر — هو ما يصنع ارتباطًا لا يُنسى. فكن صادقًا في مشاعرك، ولا تحاول أن تكون نسخة مثالية لإرضاء الآخر، بل شاركه حقيقتك وضعفك أيضًا.
قوة الامتنان.. كلمة “شكرًا” تصنع الفارق
بحسب الزوجين جون وجولي جوتمان، مؤسسي “معهد جوتمان للأبحاث”، فإن أكثر ما يميز العلاقات المستقرة هو ممارسة الامتنان المتبادل.
يقول جون جوتمان: “الزوجان اللذان يشكر أحدهما الآخر بانتظام يملكان علاقة أكثر سعادة واستقرارًا.”
فبدلًا من انتظار المناسبات الكبيرة، عبّر عن امتنانك اليومي لكلمة، أو تصرف بسيط. تلك التفاصيل الصغيرة تُبقي جذوة الحب متقدة.
لا تجادل لتنتصر.. بل لتفهم
يوضح علماء العلاقات أن 69٪ من الخلافات الزوجية متكررة، أي أنها لا تُحل بل تُدار بذكاء.
ينصح جوتمان بالتركيز على فهم مشاعر الشريك بدلًا من إلقاء اللوم، لأن “النية في التواصل أهم من الصواب في الحجة”.
وحين يشعر الطرف الآخر أنك تسعى لفهمه لا لإدانته، يتولد لديه شعور بالأمان العاطفي الذي لا يُقدّر بثمن.
المساحة الشخصية.. علامة حب وليست بُعد
رغم أن البعض يرى أن القرب الدائم دليل حب، إلا أن خبراء العلاقات يؤكدون أن منح الشريك مساحته الخاصة من الحرية هو سر الاستمرار.
تقول المعالجة النفسية الأمريكية فيليس شيراس: “العلاقة الصحية لا تلغي استقلالية الأفراد، بل تجعل من استقلال كل طرف مصدر قوة للعلاقة.”
احترم هوايات شريكك وصداقاته، وامنحه وقته دون أن تراقبه أو تشعره بالذنب، فالمساحة الشخصية تخلق اشتياقًا صحيًا يعزز الارتباط.
التواصل والمشاركة في التفاصيل الصغيرة
تشير دراسات حديثة إلى أن الأزواج الذين يتشاركون خمس لحظات إيجابية مقابل كل لحظة سلبية، تكون علاقاتهم أطول وأكثر دفئًا.
خصص وقتًا يوميًا للحوار الهادئ دون هواتف أو مشتتات، وتحدثا عن أحلامكما الصغيرة قبل الكبيرة، فالحديث الصادق هو جسر القلوب.
ولا تنسوا “الموعد الأسبوعي” حتى لو كان كوب قهوة على عجل.. المهم أن يكون “وقتًا لنا” وسط الزحام.
السر الأخير.. اجعل الحب عادة يومية
في النهاية، لا أحد يمكن أن يضمن أن يظل الحب مشتعلاً للأبد، لكن يمكن لكل إنسان أن يخلق أسبابًا تجعله لا يُنسى.
فحين يشعر شريكك أنك تفهمه، تسانده، وتشكره، وتمنحه حريته واحترامه، فلن يستطيع ببساطة الاستغناء عنك.
الحب لا يحتاج إلى سحر، بل إلى نية حقيقية وصبر على التفاصيل، لأن القلوب لا تُؤخذ بالقوة، بل تُكسب بالرفق.