توب ستوريخدمي

قصة عز الدين حسني وأسرار سعاد الخفيّة

في فيلم “صغيرة على الحب”، يظهر رجل أنيق يعزف البيانو، يصفعه سمير غانم ليجبره على الإنصات لصوت سعاد حسني وهي تغني. كثيرون لم يعرفوا أن هذا العازف لم يكن ممثلاً عادياً، بل هو الملحن عز الدين حسني، الشقيق الأكبر للسندريلا، وحارس أسرارها، والرجل الذي سافر إلى لندن ليتعرف على جثمانها بعد وفاتها، وقال إن صورة جسدها الراقد في ثلاجة المستشفى لم تفارق خياله حتى آخر يوم في حياته.

 

في حوار نادر أجراه الصحفي أحمد السماحي مع عز الدين حسني في صحيفة الأهرام، سأله عن سعاد الإنسانة قبل الفنانة. أجاب بحنين ورقة:

“الصدق، الوضوح، الصراحة، حب الخير للجميع، هذه كانت سعاد. كانت العطاء كله، رقيقة، حنونة، تمنح بسخاء ولا تنتظر مقابلاً. كل ما كانت تملكه قلب كبير وابتسامة دافئة.”

ثم أضاف بحرقة: “رحلت البلابل والعصافير، وبقي من لا يملك غير المادة والجشع، إلا قليلاً من أصحاب القيم.”

 

رحل عز الدين حسني في أكتوبر 2013 عن 86 عاماً، بعد أن كتب كتاباً من 120 صفحة يحكي فيه حياة سعاد حسني وأسرار رحيلها، واشترط نشره بعد وفاته، لكن الكتاب لم يرَ النور، بينما انتشر كتاب آخر كتبته شقيقتها غير الشقيقة جنجاه حسني.

 

ولمن لا يعرف، فإن بعض التفاصيل في فيلم “صغيرة على الحب” كانت حقيقية أكثر مما تبدو؛ فالأطفال الذين يظهرون أمام شقة البطلة هم إخوة سعاد حسني الحقيقيون، إذ كانت من أسرة كبيرة تضم إخوة من الأب وأخرى من الأم، كما روت شقيقتها جانجاه في برنامج منى الشاذلي. كما أن لقطة سعاد أمام صورة نجاة الصغيرة كانت انعكاساً لحلم ظل يطاردها منذ الطفولة؛ أن تصبح نجمة مثل أختها.

 

وعن حقيقة ثروة السندريلا وهل ماتت فقيرة كما أشيع، قال عز الدين في الحوار نفسه:

“تركت 83 ألف جنيه وودائع في لندن تقارب 4 آلاف جنيه إسترليني، وسيارتين، وعدداً من المجوهرات والساعات النادرة، وثلاث شقق في الزمالك. واسألوا نادية يسري.”

وهنا تنتهي الرواية لتبدأ الحيرة؛ فـنادية يسري، صديقتها الأخيرة، تظل أكثر ألغاز حياة السندريلا غموضاً من لغز رحيلها نفسه.

 

ويبقى المشهد الأكثر صدقاً ليس في الفيلم، بل في الحياة: ذلك الملحن الذي ظهر للحظة على شاشة السينما، كان أكثر من عزف، لقد عزف على وتر القلب، ورحل وهو يحمل آخر ملامح السندريلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى