وكأن شيئًا لم يحدث، ولم يحظرها شقيقها مرارًا وتكرارًا على عدم الخروج من المنزل إلا بعد الاستئذان منه، ولكن الفتاة التي تكبره سنًا رأت أنها لم تعد طفلة لكي تأخذ الأذن من شقيقها الأصغر حتى تتمتع بوقتها خارج المنزل، وبالفعل ظلت تكرر الأمر كثيرًا، بينما الأخر يشك في سلوكها وظل يراقبها طوال الوقت، وما أن شاء القدر وخرج ” محمد” عن صمته، ثم أقدم على كتابة السطور الأخيرة في حياة شقيقته لكي يحافظ على سمته في المنطقة التي يعيش فيها.
قبل 10 سنوات مضت، جاءت الرياح بما لا تشتهي السُفن، وفارقت والدة “هدى” الحياة، لتبقى الفتاة برفقة والدها وأخيها الذي تزوج بعد خمس سنوات، وظلت الفتاة تكمل دراستها مع والدها في معهد خاص، وبعدين عامين من زواج الشاب، قرر الأب أن يدخل هو الآخر عش الزوجية من جديد، حيث تزوج من سيدة آخرى ترعاه، الأمر الذي دفع الفتاة أن تطلب العيش بمفردها في شقة بمنطقة دار السلام، ورغم رفض الأب إلا أن إلحاحها جعله يوافق على هذا الأمر الذي كان سببًا في نهاية حياتها بطريقة مأساوية.
عملت الفتاة في “محل ملابس” لكي تستطيع أن تجني قوت يومها وتوفر لنفسها المأكل والمشرب بالإضافة إلى الإيجار ، ولكن مواعد عملها لم تكون في مصلحتها حيث تنتهي في وقت متأحر من الليل، الأمر الذي لاحظه أهالي المنطقة، وعلم شقيقها بالأمر من أحد الجيران، على الفور ذهب شقيقها الذي يعمل سائقًا منفعلاً محذرا إياها من العودة ليلا، لكنها لم تستجب لقوله “دي حياتي وأنا حرة فيها”، وفقًا لما ذكرت التحقيقات.
لم تقتنع الفتاة بكلام شقيقها، وظلت تمارس حياتها طبيعيًا طوال الوقت، ولم يهدأ شقيقها هو الآخر حيث عاد إليها عتقب يومين ليتشاجر معها مجددًا، ولكن الفتاة دفعته بشدة قائلة :”ماتدخلش في حياتي”، الأمر الذي تحول على خلفيته الشاب إلى وحش كاسر، وانقض على شقيقته ضربًا بواسطة سلاح ابيض “مطواة” حتى أصابها بجرح قطعي في الرقبة، خرجت روحها على بارئها على خلفيته.
مشهد فزع للغاية، شاب يمسك في يده اليمنى مطواة ملطخة بالدماء، وعلى يساره شقيقته العشريينة، تفترش الأرض غريقة في دمائها، بينما الأخر جالسًا بجواره وبدأ يفيق من الكارثة التي ارتكبها، على الفور أخرج هاتفه وأتصل بالشرطة لابلاغهم بالواقعة، في غضون دقائق حضرت قوة أمنية من قسم شرطة دار السلام، وألقوا القبض على الشاب وأجروا المعاينة اللازمة، فيما وقفوا على تفاصيل الواقعة بعد استجواب المتهم الذي برر جريمته بقوله “كنت بربيها”، بحسب التحريات الأمنية.
بعد إنهاء المعاينة نقلت سيارة إسعاف جثة القتيلة تمهيدا لتشريحها، وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.