تبدأ بعد قليل الدائرة 25 بمحكمة جنايات الجيزة، المنعقدة بالكيلو 10 ونص، نظر ثاني جلسات محاكمة المتهم بارتكاب “مذبحة الريف الأوروبي” بتهمة قتل مزارع وابنتيه وحفيديه.
تحقيقات النيابة العامة وإستجواب المتهم
وكانت قد باشرت النيابة العامة تحقيقاتها الموسعة في واقعة قيام متهم بقتل 5 أشخاص – مزارع وابنتيه وحفيديه – من أسرة واحدة داخل مزرعة بالريف الأوروبيبمدينة الشيخ زايد وقررت حبسه احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، بعد ضبطه واستجوابه واعترافه بارتكاب الواقعة، والاستماع لأقوال سبعة شهود، وإجراء المناظرةوالمعاينات اللازمة.
الطب الشرعي يكشف المتهم
عرضت نيابة الشيخ زايد المتهم عاطف ذا 50 عام، على الطب الشرعي، وذلك من أجل توقيع الكشف الطبي عليه، وبيان ما يوجد بجسده من إصابات إثر مقاومةالضحايا الخمسة للمجني عليهم داخل فيلا الشيخ زايد.
وقد فصل الطب الشرعي في حالة المتهم، بتقرير يثبت ان كانت هناك آثار لـ دماء الضحايا على جسده، و بقايا شعر و جلود بين أظافره من مقاومة الضحايا الخمسة له،والتي تعرّض لها أثناء تنفيذ الجريمة البشعة في الأيام الأخيرة قبل أن يفر هاربًا.
رغبة عارمة في الإنتقام من المجني عليهم
حيث كشفت النيابة العامة أن السبب والباعث وراء ارتكاب المتهم للجريمة هو الرغبة في الانتقام من الأسرة وذلك بعد أن رفض المجني عليه زواجه من إحدى بناته المجنيعليهن، وهذا ما بعث بداخله رغبه عارمة في الإنتقام من المجني عليه، فقرر التعدي عليها جنسيًّا لعلمه باستقامتها وحسن أخلاقها، رغبةً في إذلالها وذويها، فاشترىمخدِّرًا لوضعه في شراب في متناول أيديهم، حتى يتحين فرصة للنيل من المجني عليها، وادَّعى أنه خلال ذلك حدثت مشادَّة بينه وبين المزارع المجني عليه، فطعنه خلالها بسكين ونحَرَ عنقه، وقتل الباقين خشيةَ افتضاح أمره.
بداية الواقعة
البداية كانت عندما تلقت النيابة العامة كانت النيابة العامة إخطارًا في السادس والعشرين من شهر مايو الجاري بالعثور على جثامين المجني عليهم الخمسة بمزرعةبقرية الريف الأوروبي بمدينة الشيخ زايد، بالتزامن مع ما تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي من أنباء حول الواقعة، فباشرت النيابة العامة تحقيقاتها.
وعلى الفور انتقل رجال المباحث للمزرعة “مسرح الواقعة” لمعاينتها وإثبات ما بها من آثار، فتبينت وجود الجثامين بعقار داخل المزرعة وبين المزروعات، وأن إصاباتهم قدتعددت ما بين ذبحيَّة وطعنيَّة وقطعيَّة، كما عثرت النيابة العامة على آثار دماء كثيرة متفرقة بمسرح الواقعة، وضبطت سكينًا به آثار دماء، وعليه فقد كلفت النيابة العامةخبير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية برفع كافَّة الآثار المعثور عليها لفحصها، كما كلفت أحد الأطباء الشرعيين بمصلحة الطب الشرعي بإجراء الصفة التشريحيةعلى جثامين المجني عليهم لبيان سبب وكيفية حدوث وفاتهم.
وقد استمعت النيابة العامة لعدد من ذوي المجني عليهم، فشهدوا بأن المزارع المجني عليه كان يعمل بالمزرعة، ويعاونه في عمله ابنتاه المجني عليهما، وفي رفقتهمالحفيدان، وأنهم قد اعتادوا الوجود بالمزرعة طيلة أيام الأسبوع ومغادرتها في نهايته عائدين لمسكنهم، وكان يشاركهم في العمل رجل آخر يتولى بيع ثمار المزرعة، ومقيم معهم بها، ولما ارتاب ذوو المجني عليهم في أمرهم يوم الواقعة لعدم عودتهم إلى مسكنهم، وظنوا أن مكروهًا أصابهم، قصدوا المزرعة واكتشفوا حينئذ مقتلهم جميعًا.