توب ستوريفن

قبلة أشعلت الغيرة وغيّرت مصير ثلاثة نجوم في فيلم واحد

في كواليس فيلم امرأة في الطريق (1958)، الذي أخرجه عز الدين ذو الفقار واعتُبر لاحقًا ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، حدثت واحدة من أكثر القصص إثارة في الوسط الفني، بطلتها الفنانة هدى سلطان وزوجها آنذاك فريد شوقي، وفتى الشاشة الوسيم رشدي أباظة.

 

كانت هدى سلطان قد واجهت اعتراضات قوية قبل بدء التصوير؛ ففريد شوقي قاطع الفيلم وأقسم ألا يشاهده، بل ورفض حتى دخول أغنية يا صابر صبرك طال إلى منزله، وبلغ به الغضب أن أحرق شريط الأغنية وكاد يحطم جهاز التسجيل، معتبرًا كلماتها “جريئة وحسية”. ورغم ذلك، أصرت هدى على أداء دور “لواحظ”، المرأة اللعوب التي تخوض علاقة مع رجل وتتزوج شقيقه من أجل الانتقام أو الهوى، وهو دور وصفته لاحقًا بأنه كان الأقرب إلى الحقيقة والواقع.

 

المفاجأة أن رشدي أباظة، المعروف بعلاقاته الغرامية وجرأته على الشاشة، رفض في البداية أداء مشاهد القبلات مع هدى سلطان، ليس اعتراضًا فنيًا، وإنما خشية من غضب صديقه فريد شوقي. وقال عبارته الشهيرة: “كله إلا هدى”. فقد كان يعلم أنها زوجة فريد، وأن الأخير لا يُقبل بأي مشاهد حميمية بينهما، رغم موافقته على ترشيح رشدي للفيلم.

 

المخرج عز الدين ذو الفقار تدخل وطالب رشدي بأن يفصل بين الشخصية والحياة الخاصة، وأن يلتزم بما يفرضه الدور الدرامي، وبعد محاولات عدة، تم تصوير المشاهد كما خُطط لها، وظهرت بصيغة فنية مشوقة، صنعت لاحقًا من الفيلم علامة فارقة في تاريخ السينما.

 

حقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا هائلًا، وارتفعت أسهم رشدي أباظة إلى قمة نجوم الشاشة العربية، كما حصلت هدى سلطان على الجائزة الثانية في التمثيل، مؤكدة في مقابلة عام 1960 أنها كانت واثقة من أن دور “لواحظ” سيمنحها مكانة مختلفة، وقالت إن فاتن حمامة نفسها نصحتها بألا تقبل بعده إلا الأدوار المركبة والعميقة.

 

لكن النجاح الفني لم يمنع العاصفة؛ فقد بدأت الخلافات بين هدى وفريد بعد عرض الفيلم، وقيل إن القيود الزوجية اصطدمت بطموح النجومية، وانتهت العلاقة بالطلاق، دون أن يكشف أي منهما السبب الحقيقي، وإن ظل فيلم امرأة في الطريق شاهدًا على قصة حب، وغضب، ونجومية صنعت التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى