
شهدت مختلف مديريات وزارة الأوقاف، اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025، مجموعة من الفعاليات الدعوية والتربوية الموجّهة للأطفال والطلاب، وذلك في إطار مبادرة «صحح مفاهيمك» التي تطلقها الوزارة بهدف بناء وعي مستنير لدى النشء، وتعزيز منظومة القيم الأخلاقية في المجتمع، وترسيخ دور المسجد والمدرسة في التربية الإيجابية.
ففي القاهرة، نظمت مديرية الأوقاف فعالية كبرى للأطفال تحت عنوان «التفاؤل والرضا طريق السعادة»، وذلك بمسجد الفردوس بمنطقة المعادي، وسط حضور واسع من القيادات الدينية، حيث شارك في الفعالية الدكتور سعيد حامد وكيل المديرية، والدكتور ياسر معروف مدير الإدارة، إلى جانب الشيخ أيمن عبد العال مفتش المساجد، والشيخ محمود محمد محمد، والواعظة سناء عبد العزيز.
وركز اللقاء على تصحيح المفاهيم وتنمية الوعي لدى الأطفال من خلال غرس قيمة التفاؤل والرضا، باعتبارهما من أهم مفاتيح السعادة الداخلية وأسس بناء شخصية متوازنة قادرة على التعامل مع ضغوط الحياة بإيجابية. كما تناولت الفعالية أهمية ربط الطفل بالمسجد بوصفه بيئة تربوية آمنة، تحتضن الطفل وتساهم في تشكيل سلوكه وتدعيم أخلاقه، بما ينعكس على تنمية روح التعاون والالتزام والمسؤولية.
وتميزت الفعالية بحضور وتفاعل كبير من الأطفال، الذين شاركوا في الأنشطة المقدمة داخل المسجد، وسط أجواء من البهجة والمرح، ما عكس نجاح الفعالية في تحقيق أهدافها التربوية والمعنوية، ودورها في تعزيز مفهوم السعادة المرتبطة بالقيم الدينية.
وفي محافظة مطروح، واصلت مديرية الأوقاف تنفيذ القوافل الدعوية المدرسية ضمن فعاليات مبادرة «صحح مفاهيمك»، حيث شملت القوافل عددًا من المدارس، ونظمت ندوات تثقيفية وتوعوية بإشراف الدكتور محمود شاهين مدير المديرية، وبرعاية وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري.
وخصص الأئمة المشاركون محاور الندوات للحديث عن احترام كبار السن وتعظيم حقوقهم، مؤكدين أن احترام الكبير والإحسان إليه أحد أهم القيم الدينية التي دعا إليها الإسلام، باعتبارها أساسًا لنشر الرحمة وبناء مجتمع متماسك. واستشهد الأئمة بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، أبرزها قوله تعالى: ﴿وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾، وقول النبي ﷺ: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا».
وأكد المحاضرون أن المدرسة والمسجد يشكلان جناحين أساسيين في التربية القيمية، وأن تعاونهما يسهم في تشكيل وعي الطلاب، وتعزيز قدرتهم على التفاعل الأخلاقي السليم داخل الأسرة والمجتمع. وتأتي هذه القوافل ضمن خطة الوزارة لدعم الخطاب الديني التربوي داخل المدارس، وتدعيم القيم التي تساعد في بناء شخصية سوية وواعية.
وتواصل وزارة الأوقاف جهودها في تنظيم الفعاليات النوعية التي تستهدف الأطفال والطلاب، إيمانًا منها بأهمية الاستثمار في الإنسان وبناء وعيه منذ الصغر، بما يسهم في ترسيخ منظومة قيمية تحقق التوازن النفسي والاجتماعي للأجيال الجديدة.



