توب ستوريقصص

“فرشنا السجاد على الأرض”.. ماذا فعل جيران الكنيسة لإنقاذ من بداخلها وقت الحريق

المشهد مأساوي للغاية، الحريق يترك أثرًا في كل مكان، على واجهت الكنيسة وعلى النوافذ وفي كل مكان، رجال وشباب يصطفون بجانب الأبنية واحدًا تلو الأخر والحزن يسيطر على وجوههم، إلا أنه يبقى في المؤخرة شاب ثلاثيني ترك الحريق أثارًا على قدمه وملابسه.

 

المشهد يبدو هكذا العديد من رجال الأمن يملئون المكان، الكثير من أهالي الضحايا والمصابين لا يكلون من البكاء المتواصل على ذويهم الذين التهمتهم النيران، فتلك اللحظات القاسية ستظل عالقة في الأذهان طوال العمر.

https://honaalkaheera.com/14455/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%a6%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d9%8a%d8%a3%d9%85%d8%b1-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d9%82-%d9%83%d9%86%d9%8a/

في الثامنة ونصف من صباح اليوم الأحد، تعالت صرخات النساء وهرولة الرجال في منطقة إمبابة حول الحريق المشتعل في كنيسة أبو سيفين بمنطقة إمبابة بالجيزة ، كان حينما الشاب العشريني محمد إبراهيم الذي يقطن في شقته بجوار الكنيسة غارق في النوم، فستيقظ مسرعًا ليصطدم بتلك المشاهد القاسية والنيران المشتعلة التي تحرج من النوافذ.

 

يقول محمد أن الكنيسة كان بداخلها العديد من الأشخاص الذين يقيمون قداس الأحد، إلا أنه مع اندلاع الحريق بدأ الجميع في الهرولة للخارج، إلا أن قوة النيران أجبرت بعض الشباب الوقوع أعلى مكيفات الهواء لينجو بأنفسهم، في تلك الأثناء حاول محمد أن ينقذ هؤلاء الشباب وعلى الفور أخرج سجاد منزله، ووقفوا أسفل النافذة على كامل الاستعداد لانقاذهم أثناء سقوطهم من النوافذ جراء النيران القوية.

https://honaalkaheera.com/14467/%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%83%d8%b4%d9%81-%d8%b3%d8%a8%d8%a8-%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d9%82-%d9%83%d9%86%d9%8a%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%b3%d9%8a%d9%81%d9%8a%d9%86/

اللحظات المأساوية التي عاشها سكان المنطقة جعلتهم يظهرون نسيج الوطن الواحد والمؤخاه والعلاقة والوطيدة بين المسلمين والأقباط، حيث لا يفرق أحدهم بين مسلم وقبطي بهذه اللحظات ولكنت كان الهدف الأسمى هو إنقاذ تلك الأرواح البرئية التي كادت أن تأكلها النيران، وهذا ما أكدته الشهود العيان على اللحظات الأولى من الحريق.

 

عقب اندلاع الحريق في الساعات الأولى من الصباح، انتقل رجال الحماية المدنية عقب دقائق معدودة من اندلاعه، الأمر الذي جعل العديد من شباب المنطقة العمل على مساعدتهم في عمليات الإطفاء، لأنهم لم يتمكنوا من الصعود إلى الطابق الثالث في البناية بسبب النيران القوية، وهذا ما تصدى له رجال الحماية المدنية وتمكنوا من السيطرة على الحريق.

 

كانت المرة الأولى لمحمد التي يدخل فيها هذه الكنيسة التي عاش بجوارها طوال عمره، ولكن النيران القوية جعلته يطلع على ما بداخلها:” انا مسلم أول مرة أدخل الكنيسة، ومكنش فيه فرق بين مسلم ومسيحي، أحد جيراني يدعى محمد كسر قدمه بسبب الحريق ، كان بيطفي، وكان الجميع يحاولون السيطرة على الحريق”.

 

https://honaalkaheera.com/14449/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%86%d9%8a%d8%b3%d8%a9-%d9%85%d8%b5%d8%b1%d8%b9-41-%d8%b4%d8%ae%d8%b5%d9%8b%d8%a7-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d9%82-%d9%83%d9%86%d9%8a%d8%b3%d8%a9-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b3/

وفي سياق متصل قال وكيل وزارة الأوقاف أنهم تواجدوا في مكان الحادث لتعزية الأخوة الأقباط سائلين لهم الصبر والشفاء العاجل لكل المصابين، مضيفًا أن هذا واجبا على جميع المسلمين بالوقوف إلى جانبهم في هذا المصاب الجلل الذي أصابهم.

 

وأضاف: أن كل المصريين نسيج في وطن واحد، وأنه يوجد تكليف من الأوقاف في جميع الأوقات لمراعات الأخوة الأقباط في أوقات الحوادث والفرح أيضا.

 

وتابع: أنه لا بد من تكاتف جميع المصريين في هذا الوقت ومساندتهم في هذا المصاب الذي تسبب في حزن جميع المصريين وليس الأقباط فقط.

 

كان تقدم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بخالص التعازي والمواساة للبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في ضحايا حريق كنيسة أبوسيفين بالمنيرة.

 

وقال وزير الأوقاف: أتقدم بخالص التعازي والمواساة إلى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في وفاة ضحايا حادث اندلاع حريق بكنيسة المنيرة بمحافظة الجيزة، وخالص العزاء لأسرهم وللشعب المصري كله في هذا المصاب الأليم الذي هو مصابنا جميعًا، مع تمنياتي بالشفاء العاجل لجميع المصابين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى